فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب فلما مد يده هطلت السماء بالمطر فشك أكثر الناس، وتعجبوا وصبوا إلى دين النصرانية، فأنفذ الخليفة إلى الحسن عليه السلام وكان محبوسا فاستخرجه من محبسه وقال: الحق أمة جدك فقد هلكت فقال: إني خارج في الغد ومزيل الشك إنشاء الله تعالى.
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه وخرج الحسن عليه السلام عليه السلام في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب وقد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعيه ففعل وأخذ من بين سبابتيه عظما أسود، فأخذه الحسن عليه السلام بيده ثم قال له: استسق الآن، فاستسقى وكان السماء متغيما فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء.
فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ قال عليه السلام: هذا رجل مر بقبر نبي من الأنبياء فوقع إلى يده هذا العظم، وما كشف من عظم نبي إلا وهطلت السماء بالمطر (1).
بيان: صبا إلى الشئ مال.
38 - الخرائج: روى أبو سليمان قال: حدثنا أبو القاسم الحبشي قال: كنت أزور العسكر في شعبان في أوله ثم أزور الحسين عليه السلام في النصف، فلما كان في سنة من السنين، وردت العسكر قبل شعبان، ظننت أني لا أزوره في شعبان.
فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، خرجت إلى العسكر وكنت إذا وافيت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة فلما كان في هذه المرة قلت:
أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، وقلت لصاحب المنزل: أحب أن لا تعلمهم بقدومي.
فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين وهو يتبسم متعجبا ويقول: