بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٤٠٦
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب بيان:
قال الشارح: قوله عليه السلام: " والمشيرون غيب ": إشارة إلى ما قاله الحافظ إسماعيل من أن طلحة كان غائبا، ولما دفن عمر قعد عثمان وعلي والزبير وعبد الرحمن وسعد يتشاورون، فأشار عثمان على عبد الرحمن بالدخول في الأمر فأبى وقال: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، فإن شئتم اخترت لكم منكم واحدا. فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمان، فأقبل الناس كلهم إليه فأخذ يتشاور حتى جاء في الليلة الثالثة إلى باب المسور بن مخرمة بعد هوى من الليل، فضرب الباب وقال: ادع لي الزبير وسعدا. فجاءا وشاورهما، ثم أرسل إلى عثمان فدعاه فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن، فلما صلوا الصبح اجتمعوا وأرسل عبد الرحمان إلى من حضر من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد فبايع عثمان وبايعوه.

هو ومن على نزعته وخطواته أن تصديه للخلافة كان بمشورة من المهاجرين والأنصار وتصويبهما، ومن أجل أنه من شجرة النبي وأقربائه.
وأمير المؤمنين عليه السلام في هذه الأبيات يرد عليه ويفند كلتي حجتيه ويقول له: كيف تدعي أن خلافتك كانت بمشورة والحال أن كافة بني هاشم والأنصار كانوا غائبين عن أمرك ومعارضين لك، وأنه لم يكن معك في بداية بيعتك إلا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح؟!
ويرد على ثاني حجيته بأنه إن كان القرب إلى النبي صلى الله عليه وآله من جهات الأولوية بالخلافة، فلازم هذا أن يكون الأقرب إلى النبي وألصق به أولى بالخلافة من غيره فما بالك تقمصت قميص الخلافة مع حضور الأقرب، واحتججت على خصيمك بحجة غيرك؟!
ومما يدل على أن الكلام في هذه الأبيات مع أبي بكر دون عثمان، ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في منثور الكلام، ورواه عنه جماعة منهم السيد الرضي في المختار: (185) أو ما حوله من الباب الثالث من كتاب نهج البلاغة.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395