بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٢٧
قوله عليه السلام " كما وافق شن طبقة " قال في مجمع الأمثال قال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له شن فقال:
والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها فبينما هو في بعض مسيره إذا رافقه رجل في الطريق فسأله شن: أين تريد؟ فقال: موضع كذا وكذا. يريد القرية التي يقصدها شن فرافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قال شن: أتحملني أم أحملك؟
فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أم تحملني.
فسكت عنه شن فسارا حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد فقال: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتا مستحصدا فتقول أكل أم لا، فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا؟ فقال الرجل: ما رأيت أجهل منك جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي فسكت عنه شن فأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يسير به إلى منزله فمضى معه.
وكان للرجل بنت يقال لها طبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكى إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل. أما قوله " أتحملني أم أحملك " فأراد: أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا.
وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل أم لا " فإنما أراد: هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟
وأما قوله في الجنازة فأراد: هل ترك عقبا يحيي بهم ذكره أم لا.
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم. ففسره، فقال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني من صاحبه؟ فقال: ابنة لي. فخطبها إليه، فزوجه وحملها إلى أهله فلما رأوها قالوا:
وافق شن طبقة. فذهبت مثلا يضرب للمتوافقين.
وقال الأصمعي: هم قوم كان لهم وعاء أدم فتشنن فجعلوا له طبقا فوافقه
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533