بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٩٤
وتنصف للوضيع من الشريف، فليس للشريف عندك فضل منزلة (1)، فضجت طائفة ممن تبعك (2) من الحق إذ عموا به واغتموا (3) من الحق (4) إذ صاروا فيه، ورأوا صنائع معاوية عند أهل الغناء والشرف، فتاقت (5) أنفس الناس إلى (6) الدنيا، وقل من ليس للدنيا (7)، وأكثرهم يجتوي (8) الحق ويشتري الباطل، ويؤثر الدنيا، فإن تبذل المال - يا أمير المؤمنين - تمل إليك أعناق الرجال وتصفو نصيحتهم، ويستخلص ودهم لك يا (9) أمير المؤمنين! وكبت (10) أعدائك، وفض (11) جمعهم، وأوهن كيدهم، وشتت أمورهم، إنه بما يعملون خبير.
فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من علمنا (12) وسيرتنا بالعدل، فإن الله عز وجل يقول: [من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام

(١) في شرح النهج: منزلة على الوضيع.
(٢) في شرح النهج: من معك.
(٣) قال في الصحاح ٥ / ١٩٩٧: الغم: واحد الغموم، تقوم منه غمه فاغتم.
(٤) في شرح النهج: من العدل، بدلا من: من الحق.
(٥) في (س): فتافت.
أقول: قال في مجمع البحرين ٥ / ١٤٣: تاقت نفسه إلى الشئ تتوق توقا وتوقانا: اشتاقت ونازعت إليه. قال في القاموس ٣ / ١٢١: تاق بصره يتوق: تاه.
(٦) لا توجد: الناس إلى، في (س).
(٧) في شرح النهج: للدنيا بصاحبها.
(٨) قال في مجمع البحرين ١ / ٩٢: اجتويت البلد: كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة.
(٩) في شرح النهج: صنع الله لك يا..
(١٠) قال في الصحاح ١ / 207: كبه الله لوجهه.. أي صرعه فأكب على وجهه، وهذا من النوادر أن يقال: أفعلت أنا وفعلت غيري. وقال فيه 1 / 263: الكبت: الصرف والاذلال..، وكبته لوجهه.. أي صرعه. أقول: ولعل لفظ الجلالة قد سقط هنا من طبعتي البحار، لاقتضاء السياق إياه.
(11) قال في مجمع البحرين 4 / 222: فضضت القوم فانقضوا.. أي فرقتهم فتفرقوا.. وأصل الفض:
الكسر.
(12) في شرح النهج: عملنا.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650