بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٥٤
الجبت والطاغوت أن يعبدوها، والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: (أنيبوا إلى ربكم وأسلموا لهم (1)) ثم جزاهم فقال:
(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة (2)) والامام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد صلى الله عليه وآله، وآله الصادقين على الحوض (3).
بيان: عن الاستطاعة، أي هل يستطيع العبد من أفعاله شيئا أم لا؟ وقول الناس أي اختلافهم في هذه المسألة كما مر في كتاب العدل، والواو في (وتلا) للحالية وقوله: يا با عبيدة مفعول قال: والمراد بالناس المخالفون، وبالإصابة الوجدان والادراك، والآية في سورة هود هكذا: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون) وعلى تفسيره عليه السلام المشار إليه في (ولذلك) الرحمة، أو الرحم وضمير (هم) للموصول في قوله: (إلا من).
وقوله: يقول: لطاعة الامام، تفسير للرحمة، فحاصل المعنى حينئذ إلا من رحم ربك بأن وفقه لطاعة الامام، ولهذه الطاعة خلقهم، فالرحمة حقيقة هو الامام من جهة أن طاعته تورث النجاة، وهو رحمة أيضا من جهة علمه الكامل الذي انتفع به الشيعة كلهم ووسعهم وجميع أمورهم، وهما يرجعان إلى معنى واحد لتلازمهما.
فقوله عليه السلام: الرحمة بدل لطاعة الامام، أو للامام، ففسر الطاعة بالعلم لتلازمهما أو الامام بالرحمة من جهة أن علمه وسع الشيعة وكفاهم، فقوله: الرحمة التي يقول أي الامام هو الرحمة التي يقولها في قوله: (ورحمتي وسعت كل شئ) يقول: علم الإمام تفسير للرحمة لبيان أن كونه رحمة من جهة علمه ويمكن أن يقرأ (علم) بصيغة الماضي، ووسع علمه أي علم الإمام الذي من علمه، أي من علم الله.
وفسر عليه السلام الشئ بالشيعة لأنهم المنتفعون به، فصار لهم رحمة، وأما سائر

(١) الزمر: ٥٤.
(٢) يونس: ٦٤.
(٣) أصول الكافي ١: ٤٢٩ و 430.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 23 - باب أنهم عليهم السلام الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون وشيعتهم أصحاب اليمين، وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال 1
2 24 - باب أنهم عليهم السلام السبيل والصراط، وهم وشيعتهم المستقيمون عليها. 9
3 25 - باب آخر في أن الاستقامة إنما هي على الولاية 25
4 26 - باب أن ولايتهم الصدق، وأنهم الصادقون والصديقون والشهداء والصالحون 30
5 27 - باب آخر في تأويل قوله تعالى: أن لهم قدم صدق عند ربهم 40
6 28 - أن الحسنة والحسنى الولاية، والسيئة عداوتهم عليهم السلام 41
7 29 - باب أنهم عليهم السلام نعمة الله والولاية شكرها، وأنهم فضل الله ورحمته، وأن النعيم هو الولاية وبيان عظم النعمة على الخلق بهم عليهم السلام 48
8 30 - باب أنهم عليهم السلام النجوم والعلامات، وفيه بعض غرائب التأويل فيهم وفي أعدائهم 67
9 31 - باب أنهم عليهم السلام حبل الله المتين والعروة الوثقى وأنهم آخذون بحجزة الله 82
10 32 - باب أن الحكمة معرفة الامام 86
11 33 - باب أنهم عليهم السلام الصافون والمسبحون، وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة 87
12 34 - باب أنهم عليهم السلام أهل الرضوان والدرجات، وأعداءهم أهل السخطو العقوبات 92
13 35 - باب أنهم عليهم السلام الناس 94
14 36 - باب أنهم عليهم السلام البحر واللؤلؤ والمرجان 97
15 37 - باب أنهم عليهم السلام الماء المعين، والبئر المعطلة و... 100
16 38 - باب نادر في تأويل النحل بهم عليهم السلام 110
17 39 - باب أنهم عليهم السلام السبع المثاني 114
18 40 - باب أنهم عليهم السلام أولو النهي 118
19 41 - باب أنهم عليهم السلام العلماء في القرآن وشيعتهم أولو الألباب 119
20 42 - باب أنهم عليهم السلام المتوسمون، ويعرفون جميع أحوال الناس عند رؤيتهم 123
21 43 - باب أنه نزل فيهم عليهم السلام قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) - إلى قوله - (واجعلنا للمتقين إماما) 132
22 44 - باب أنهم عليهم السلام الشجرة الطيبة في القرآن وأعداؤهم الشجرة الخبيثة 136
23 45 - باب أنهم عليهم السلام الهداية والهدى والهادون في القرآن 143
24 46 - باب أنهم عليهم السلام خير أمة وخير أئمة أخرجت للناس وأن الامام في كتاب الله إمامان 153
25 47 - باب أن السلم الولاية، وهم وشيعتهم أهل الاستسلام والتسليم 159
26 48 - باب أنهم عليهم السلام خلفاء الله، والذين إذا مكنوا في الأرض أقاموا شرائع الله وسائر ما ورد في قيام القائم عليه السلام زائدا على ما سيأتي 163
27 49 - باب أنهم عليهم السلام المستضعفون الموعودون بالنصر من الله تعالى 167
28 50 - باب أنهم عليهم السلام كلمات الله وولايتهم الكلم الطيب 173
29 52 - باب أنهم عليهم السلام وولايتهم العدل والمعروف والاحسان و... 187
30 53 - باب أنهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها 191
31 54 - باب أن المرحومين في القرآن هم وشيعتهم عليهم السلام 204
32 55 - باب ما نزل في أن الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم 208
33 56 - باب أنهم عليهم السلام حزب الله وبقيته وكعبته وقبلته، وأن الإثارة من العلم علم الأوصياء 211
34 57 - باب ما نزل فيهم عليهم السلام من الحق والصبر والرباط والعسر واليسر 214
35 58 - باب أنهم عليهم السلام المظلومون وما نزل في ظلمهم 221
36 59 - باب نادرفي تأويل قوله تعالى (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) 232
37 60 - باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام 238
38 61 - باب ما نزل في النهي عن اتخاذ كل بطانة ووليجة وولي من دون الله وحججه عليهم السلام 244
39 62 - باب أنهم عليهم السلام أهل الأعراف الذين ذكرهم الله في القرآن لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه 247
40 63 - باب الآيات الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة والسؤال عن ولايتهم 257
41 64 - باب ما نزل في صلتهم وأداء حقوقهم عليهم السلام 278
42 65 - باب تأويل سورة البلد فيهم عليهم السلام 280
43 66 - باب أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداءهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن وفيه بعض الغرائب وتأويلها 286
44 67 - باب جوامع تأويل ما نزل فيهم عليهم السلام ونوادرها 305