بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٦٢
تبتلعها، وجعلت تتلمظ وتترمرم كأنها تطلب شيئا تأكل وكان تكون في عظم الثعبان وخفة الجان، ولى الحية، وذلك موافق لنص القرآن حيث قال في موضع: " فإذا هي ثعبان مبين " وقال في موضع آخر: " كأنها جان " وقال في موضع آخر: " فإذا هي حية تسعى " قالوا: فلما ألقاها صارت شعبتاها فمها، ومحجنها عرفا لها في ظهرها وهي تهتز لها أنياب وهي كما شاء الله أن يكون، فرأى موسى أمرا فظيعا فولى مدبرا ولم يعقب، فناداه ربه تعالى: أن يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين. قالوا: وكان على موسى جبة من صوف فلف كمه على يده وهو لها هائب فنودي: أن احسر عن يدك، فحسر كمه عن يده ثم أدخل يده بين لحييها، فلما قبض فإذا هو عصاه في يده ويده بين شعبتيها حيث كان يضعها، ثم قال له: " أدخل يدك في جيبك " فأدخلها ثم أخرجها فإذا هي نور تلتهب يكل عنه البصر، ثم ردها فخرجت كما كانت على لون يديه.
ثم قال له: " اذهب إلى فرعون إنه طغى " فقال موسى: " رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون " قال الله تعالى: " سنشد عضدك بأخيك " الآية، وكان على موسى يومئذ مدرعة قد خلها بخلال وجبة من صوف، وثياب من صوف، وقلنسوة من صوف، والله سبحانه يكلمه ويعهد إليه ويقول له: يا موسى انطلق برسالتي وأنت بعيني وسمعي، ومعك قوتي و نصرتي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر من نعمتي وآمن مكري، وغرته الدنيا حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وزعم أنه لا يعرفني، وعزتي وجلالي لولا الحجة والعذر اللذان جعلتهما بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار تغضب لغضبه السماوات والأرض والبحار والجبال والشجر والدواب، فلو أذنت للسماء لحصبته، (1) أو للأرض لابتلعته أو للجبال لدكدكته، أو للبحار لغرقته، ولكن هان علي وصغر عندي ووسعه حلمي، وأنا الغني عنه وعن جميع خلقي، وأنا خالق الغني والفقير، لا غني إلا من أغنيته، ولا فقير إلا من أفقرته، فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي والاخلاص لي، وحذره نقمتي وبأسي، وذكره أيامي، وأعلمه أنه لا يقوم لغضبي شئ وقل له فيما بين ذلك

(1) أي رمته بالحصباء.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435