بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣
من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني " فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " قال موسى عليه السلام: " رب بما أنعمت علي " من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة " فلن أكون ظهيرا للمجرمين " بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى " فأصبح " موسى عليه السلام " في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه " على آخر " قال له موسى إنك لغوي مبين " قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم؟ لأؤدبنك، وأراد أن يبطش به، فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو من شيعته (1) قال: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين.
قال المأمون: جزاك الله خيرا يا أبا الحسن فما معنى قول موسى لفرعون: " فعلتها إذا وأنا من الضالين "؟ قال الرضا عليه السلام: إن فرعون قال لموسى عليه السلام لما أتاه: " وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين " بي، قال موسى: " فعلتها إذا وأنا من الضالين " عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكمها وجعلني من المرسلين " الخبر. (2) بيان: قال الرازي: احتج بهذه الآية من طعن في عصمة الأنبياء بأن ذلك القبطي إما أن يقال إنه كان مستحق القتل أو لم يكن كذلك، فإن كان الأول فلم قال: " هذا من عمل الشيطان "؟ ولم قال: " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي "؟ ولم قال في سورة أخرى:
" فعلتها إذا وأنا من الضالين "؟ وإن كان الثاني كان قتله معصية وذنبا. والجواب: أنه لم لا يجوز أن يقال إنه كان لكفره مباح الدح، وأما قوله: " هذا من عمل الشيطان " ففيه وجوه:
أحدها: أن الله تعالى وإن أباح قتل الكفار إلا أنه كان الأولى تأخير قتلهم إلى زمان آخر، فلما قتل فقد ترك ذلك المندوب فهو قوله: " هذا من عمل الشيطان ".
وثانيها: أن قوله: " هذا " إشارة إلى عمل المقتول لا إلى عمل نفسه، فقوله:

(1) في الاحتجاج: ظن الذي هو من شيعته انه يريده اه‍.
(2) الاحتجاج: 234، عيون الأخبار: 110. م
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435