بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٤٦
صالح، أنا ههنا منذ ما شاء الله ما أجد في هذه الشجرة إلا رمانة واحدة، ولولا أنك عبد صالح ما وجدت رمانتين، (1) قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، قال: فلما أصبح قال: تعلم أحدا أعبد منك؟ قال: نعم فلان الفلاني، (2) قال: فانطلق إليه فإذا هو أعبد منه كثيرا، فلما أمسى أوتي برغيفين وماء، فقال: يا عبد الله من أنت؟ إنك عبد صالح، أنا ههنا منذ ما شاء الله وما اوتى إلا برغيف واحد، ولولا أنك عبد صالح ما أوتيت برغيفين، فمن أنت؟ قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، ثم قال موسى: هل تعلم أحدا أعبد منك؟ قال: نعم فلان الحداد في مدينة كذا وكذا، قال: فأتاه فنظر إلى رجل ليس بصاحب عبادة، بل إنما هو ذاكر لله تعالى، وإذا دخل وقت الصلاة قام فصلى، فلما أمسى نظر إلى غلته (3) فوجدها قد أضعفت، قال: يا عبد الله من أنت؟ إنك عبد صالح، أنا ههنا منذ ما شاء الله، غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد أضعفت، فمن أنت؟ قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، قال: فأخذ ثلث غلته فتصدق بها، و ثلثا أعطى مولى له، وثلثا اشترى به طعاما فأكل هو وموسى، قال: فتبسم موسى عليه السلام، فقال: من أي شئ تبسمت؟ قال: دلني نبي بني إسرائيل (4) على فلان فوجدته من أعبد الخلق، فدلني على فلان فوجدته أعبد منه، فدلني فلان عليك وزعم أنك أعبد منه ولست أراك شبه القوم، قال: أنا رجل مملوك، أليس تراني ذاكرا لله؟ أوليس تراني أصلي الصلاة لوقتها؟ وإن أقبلت على الصلاة أضررت بغلة مولاي وأضررت بعمل الناس، أتريد أن تأتي بلادك؟ قال: نعم، قال: فمرت به سحابة فقال الحداد: يا سحابة تعالي، قال: فجاءت، قال: أين تريدين؟ قالت: أريد أرض كذا وكذا، قال: انصرفي، ثم مرت به أخرى، فقال: يا سحابة تعالي، فجاءته، فقال: أين تريدين؟ قالت: أريد أرض

(1) والظاهر بقرينة ما يأتي أنه سقط من ههنا جملة: فمن أنت؟
(2) فلان وفلانة يكنى بهما عن العلم الذي مسماه ممن يعقل فلا تدخل أل عليهما، ويكنى بهما أيضا عن العلم الغير العاقل فتدخل عليهما ال، فقوله: الفلاني كنى به عن المكان الذي هو فيه.
(3) الغلة بالفتح: الدخل من كراء دار وفائدة أرض ونحو ذلك، والمراد هنا فائدة كسبه.
(4) فيه اضطراب، والظاهر أنه أراد بالنبي نفسه، فعليه اطلاق لفظة دلني لا يخلو عن تسامح وتجوز.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435