بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٠٨
بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة: منها ظهور كفر بني أمية وجورهم على الناس، وخروج الخلق عن طاعتهم. ومنها: ظهور حقية أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر.
ومنها: أن بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين، ينشرون العلوم بين الناس، إلى غير ذلك من المصالح التي لا يعلمها غيرهم، ولو كان ما ذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداء، ولا يبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية فسقط الساقط (1) الملعون هو وأبوه. وأما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه، لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد (2) وغيره، والقول بأنه عليه السلام علم أنه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد.
والظاهر أن يكون (3) عبيد الله مصغرا بناء على ما ذكره ابن إدريس، (4) أنه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد، (5) وذكر صاحب المقاتل (6) وغيره (7) أنه صار إلى المختار فسأله أن يدعو إليه ويجعل الامر له فلم يفعل، فخرج ولحق بمصعب ابن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف.

(١) الساقط اللئيم.
(٢) ذكره في الارشاد: ١٨٩ و ٢٥٥.
(٣) في نسخة: ويحتمل أن يكون.
(٤) قال في السرائر ص ١٥١: ذهب شيخنا المفيد في كتاب الارشاد إلى أن عبيد الله بن النهشلية قتل بكربلا مع أخيه الحسين عليه السلام وهذا خطأ محض بلا مراء، لان عبيد الله بن النهشلية كان في جيش مصعب بن الزبير ومن جملة أصحابه قتله أصحاب المختار بالمزار وقبره هناك ظاهر، والخبر بذلك متواتر، وقد ذكره شيخنا أبو جعفر في الحائريات لما سأله السائل عما ذكره المفيد فأجاب بان عبيد الله بن النشهلية قتله أصحاب المختار بالمزار وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد.
بان عبيد الله بن النشهلية قتله أصحاب المختار بالمزار وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد.
(٥) حيث قال في الارشاد ص ١٨٩: انه قتل مع أخيه الحسين عليه السلام بالطف.
(٦) مقاتل الطالبين: ١٢٥ طبع الحلبي بالقاهرة.
(٧) كالمسعودي في مروج الذهب وابن سعد في الطبقات وابن قتيبة في المعارف.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435