بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢١
أخي شعيب، وكان شعيب قد مات قبل ذلك بعدما كف بصره ودفن بين المقام وزمزم، و قيل: يثروب هو اسم شعيب، (1) قال أبو حازم: لما قالت: " ليجزيك أجر ما سقيت لنا " كره ذلك موسى عليه السلام وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة (2) وخوف فخرج معها، وكانت الريح تضرب ثوبها فيصف لموسى عجزها، فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة، فناداها: يا أمة الله كوني خلفي فأريني السمت بقولك، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى: أعوذ بالله، قال شعيب: ولم ذاك؟ ألست بجائع؟ قال: بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما، وإنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا، فقال له شعيب: لا والله يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف ونطعم الطعام، قال: فجلس موسى يأكل.
" نجوت من القوم الظالمين " يعني فرعون وقومه فإنهم لا سلطان لهم بأرضنا ولسنا من مملكته " قالت إحديهما " أي إحدى ابنتيه واسمها صفورة وهي التي تزوج بها، واسم الأخرى ليا، (3) وقيل: اسم الكبرى صفراء، واسم الصغرى صفيراء " يا أبت استأجره " أي اتخذه أجيرا " القوي الأمين " أي من يقوى على العمل وأداء الأمانة " على أن تأجرني " أي على أن تكون أجيرا لي ثمان سنين " فمن عندك " أي ذلك تفضل منك وليس بواجب عليك " وما أريد أن أشق عليك " في هذه الثماني حجج وأن أكلفك خدمة سوى رعي الغنم، وقيل: وما أشق عليك بأن آخذك بإتمام عشر سنين " ستجدني إن شاء الله من الصالحين " في حسن الصحبة والوفاء بالعهد، وحكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شية أمها، (4) فأوحى الله تعالى إلى موسى في المنام: أن ألق عصاك في الماء، ففعل فولدن كلهن على خلاف شبههن، (5) وقيل: إنه وعده أن يعطيه

(1) في المصدر: وقيل: يثروب، وقيل: هو اسم شعيب لان شعيبا اسم عربي.
(2) أرض مسبعة أي تكثر فيها السباع.
(3) في العرائس: ليا ويقال: حنونا.
(4) السخلة: ولد الشاة. الشية: كل لون يخالف معظم لون الشئ.
(5) هكذا في الكتاب، والصحيح كما في المصدر: شيتهن. ويأتي في الحديث الثاني وجه آخر.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435