بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٤٩
لنأتينك اليوم بسحر لم تر مثله، وقالوا: بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون، وكانوا قد جاؤوا بالعصي والحبال تحملها ستون بعيرا، (1) فلما أبوا إلا الاصرار على السحر قالوا لموسى: إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى؟ قال: بل ألقوا أنتم، فألقوا حبالهم وعصيهم فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا تسعى، فذلك قوله تعالى: " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى " وقال: والله إن كانت لعصيا في أيديهم ولقد عادت حيات وما يعدون عصاي هذه، أو كما حدث نفسه (2) فأوحى الله تعالى إليه: " لا تخف إنك أنت الاعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " ففرج عن موسى و ألقى عصاه من يده فإذا هي ثعبان مبين، كأعظم ما يكون أسود مدلهم (3) على أربع قوائم قصار غلاظ شداد، وهو أعظم وأطول من البختي، وله ذنب يقوم عليه فيشرف فوق حيطان المدينة رأسه وعنقه وكاهله، لا يضرب ذنبه على شئ إلا حطمه وقصمه، و يكسر بقوائمه الصخور الصم الصلاب، ويطحن كل شئ، ويضرم حيطان البيوت بنفسه نارا، وله عينان تلتهبان نارا، ومنخران تنفخان سموما، وعلى مفرقه شعر كأمثال الرماح، وصارت الشعبتان له فما سعته اثنا عشر ذراعا، وفيه أنياب وأضراس، وله فحيح وكشيش وصرير وصريف، فاستعرضت ما ألقى السحرة من حبالهم وعصيهم وهي حيات (4) في عين فرعون وأعين الناس، تسعى تلقفها وتبتلعها واحدا واحدا حتى ما يرى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا، وانهزم الناس فزعين هاربين منقلبين، فتزاحموا وتضاغطوا ووطئ بعضهم بعضا حتى مات منهم يومئذ في ذلك الزحام ومواطئ الاقدام خمسة وعشرون ألفا، و

(1) قال اليعقوبي: فعملوا من جلود البقر حبالا مجوفة وعصيا مجوفة ويزوقونها ويصيرون فيها الزيبق ثم أحموا المواضع التي أرادوا أن يلقوا فيها الحبال والعصى، ثم جلس فرعون فالقى السحرة حبالهم وعصيهم فلما حمى الزيبق تحرك ومشت الحبال والعصى.
(2) في المصدر: فلما حدث نفسه. م (3) في المصدر: كأعظم ما يكون من الثعابين، اسود مدلهم. م (4) في المصدر: وهي تخيل. م
(١٤٩)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الموت (1)، الوطئ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435