الذي أدخلتك وزوجتك الجنة عند زوال الشمس، فسبحتماني فيها فكتبتها صلاة وسميتها لذلك الأولى، وكانت في أفضل الأيام يوم الجمعة (1) ثم أهبطتكما إلى الأرض وقت العصر فسبحتماني فيها فكتبتها لكما أيضا " صلاة وسميتها لذلك بصلاة العصر، ثم غابت الشمس فصليت لي فيها فسميتها صلاة المغرب، ثم جلست لي حين غاب الشفق فسميتها صلاة العشاء، وقد فرضت عليك وعلى نسلك في كل يوم وليلة خمسين ركعة فيها مائة سجدة، فصلها يا آدم أكتب لك ولمن صلاها من نسلك ألفين وخمسمائة صلاة، وهذا شهر نيسان المبارك فصمه لي، فصام آدم ثلاثة أيام من شهر نيسان.
وذكر حديث فطوره وحديث حج آدم عليه السلام إلى الكعبة وما أمره الله به من بناء الكعبة، وسؤال الملائكة أن يشركها معه، وأنه قال: الأمر إلى الله، فشركها الله جل جلاله معه، ثم قال: ونادت الجبال يا آدم اجعل لنا في بناء قواعد بيت الله نصيبا، فقال: مالي فيه من أمر، الأمر إلى رب البيت يشرك فيه من أحب، فأذن الله للجبال بذلك فابتدر (2) كل جبل منها بحجارة منه، وكان أول جبل شق بحجارة منه أبو قبيس لقربه منه، ثم حراء ثم ثور ثم ثبير ثم ورقان ثم حمون ثم صبرار ثم أحد ثم طور سيناء ثم طور دينا ثم لبنان ثم جودي، (3) وأمر الله آدم أن يأخذ من كل جبل حجرا " فيضعه في الأساس ففعل. ثم ذكر شرح حج آدم عليه السلام واجتماعه بحواء وقبول توبتهما وحديث هابيل وقابيل وأولاد آدم وأولادهم مائة وعشرين بطنا في سبعمائة سنة من عمره، وحديث وصيته إلى شيث بعد قتل هابيل. (4)