بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٦٦
أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث، فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير: ما جاءنا بشئ نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (1) وفي قوله: " قل من كان عدوا لجبريل " عن ابن عباس قال: سبب نزول هذه الآية ما روي أن ابن صوريا وجماعة من يهود أهل فدك لما قدم النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة سألوه فقالوا: يا محمد كيف نومك؟ فقد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان، فقال: ينام عيناي وقلبي يقظان، قالوا: صدقت يا محمد فأخبرنا عن الولد يكون من الرجل أو المرأة؟ فقال: أما العظام والعصب والعروق فمن الرجل، وأما اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة، قالوا صدقت يا محمد، فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه شبه من أخواله؟ أو يشبه أخواله وليس فيه من شبه أعمامه شئ؟ فقال: أيهما علا ماؤه كان الشبه له، قالوا: صدقت يا محمد، قالوا: فأخبرنا عن ربك ما هو؟ فأنزل الله سبحانه: " قل هو الله أحد " إلى آخر السورة، فقال له ابن صوريا: خصلة واحدة إن قلتها آمنت بك واتبعتك: أي ملك يأتيك بما أنزل الله عليك؟ قال: فقال جبرئيل، قال: ذلك عدونا ينزل بالقتال والشدة والحرب، وميكائيل ينزل بالبشر والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك لآمنا بك، فأنزل الله هذه الآية جوابا لليهود وردا عليهم. (2) وفي قوله تعالى: " لا تقولوا راعنا " كان المسلمون يقولون: يا رسول الله راعنا، أي استمع منا، فحرفت اليهود هذا اللفظ فقالوا: يا محمد راعنا، وهم يلحدون إلى الرعونة ويريدون به النقيصة والوقيعة، فلما عوتبوا قالوا: نقول كما يقول المسلمون، فنهى الله عن ذلك بقوله: " لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا " وقال قتادة: إنها كلمة كانت تقولها اليهود على وجه الاستهزاء، وقال عطاء: هي كلمة كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الاسلام، وقال السدي: كان ذلك كلام يهودي بعينه يقال له:
رفاعة بن زيد، يريد بذلك الرعونة فنهي المسلمون عن ذلك، وقال الباقر عليه السلام: هذه

(1) مجمع البيان 1: 158.
(2) مجمع البيان 1: 167، وفيه: وميكائيل ينزل باليسر والرخاء.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست