بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٧٥
ما بين أيديهم من أحوال الآخرة وما خلفهم من أحوال الدنيا " ولا يحيطون به علما " أي لا يحيطون هم بالله علما، أي بمقدوراته ومعلوماته، أو بكنه عظمته في ذاته وأفعاله " وعنت الوجوه للحي القيوم " أي خضعت وذلت خضوع الأسير في يد من قهره، والمراد أرباب الوجوه، وقيل: المراد بالوجوه الرؤساء والقادة والملوك " وقد خاب " عن ثواب الله " من حمل ظلما " أي شركا " ومن يعمل من الصالحات " أي شيئا من الطاعات وهو مؤمن مصدق بما يجب التصديق به " فلا يخاف ظلما " بأن يزاد في سيئاته " ولا هضما " بأن ينقص من حسناته، والهضم: النقص.
وفي قوله: عز وجل: " يوم نطوي السماء " (1): المراد بالطي ههنا هو الطي المعروف فإن الله سبحانه يطوي السماء بقدرته، وقيل: إن طي السماء ذهابها " كطي السجل للكتب " السجل: صحيفة فيها الكتب، عن ابن عباس وغيره، وقيل: إن السجل ملك يكتب أعمال العباد، عن أبي عمرو والسدي، وقيل هو ملك يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه، عن عطاء، وقيل: هو اسم كاتب كان للنبي صلى الله عليه وآله " كما بدأنا أول خلق نعيده " أي حفاة عراتا غرلا، وقيل: معناه: نهلك كل شئ كما كان أول مرة.
وفي قوله تعالى سبحانه: " يا أيها الناس اتقوا ربكم ": أي عذابه " إن زلزلة الساعة " (2) أي زلزلة الأرض يوم القيامة، والمعنى أنها تقارن قيام الساعة وتكون معها،

(1) قال السيد الرضى رضي الله عنه في المجازات: ص 147: هذه استعارة، والمراد بها على أحد القولين ابطال السماء ونقض بنيتها واعدام جملتها من قولهم: طوى الدهر آل فلان إذا اهلكهم وعفى آثارهم، وعلى القول الآخر يكون الطي ههنا على حقيقته فيكون المعنى: ان عرض السماء يطوى حتى يجمع بعد انتشاره ويتقارب بعد تباعد أقطاره فيصير كالسجل المطوى، وهو ما يكتب فيه من جلد أو قرطاس أو ثوب أو ما يجرى مجرى ذلك، والكتاب ههنا مصدر كقولهم: كتب كتابا وكتابة وكتبا، فيكون المعنى: يوم نطوي السماء كطي السجل ليكتب فيه، فكأنه قال: كطي السجل للكتابة، لان الأغلب في هذه الأشياء التي أومأنا إليها أن تطوى قبل ان تقع الكتابة فيها، لان الطي أبلغ في التمكن منها.
(2) قال الرضى قدس الله روحه: المراد بزلزلة الساعة رجفان القلوب من خوفها، واضطراب الاقدام من روعة موقعها، ويشهد بذلك قوله سبحانه من بعد: " وترى الناس سكارى وما هم بسكارى " يريد تعالى من شدة الخوف والوجل والذهول والوهل.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326