بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٩
أضافوا إليه الولد كذبا عليه وخروجا من توحيده " ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا " (1) يعني أنه خلق الأشياء كلها على مقدار يعرفه، وأنه لم يخلق شيئا من ذلك على سبيل سهو ولا على غفلة ولا على تنحيب ولا على مجازفة بل على المقدار الذي يعلم أنه صواب من تدبيره، وأنه استصلاح لعباده في أمر دينهم، وأنه عدل منه على خلقه لأنه لو لم يخلق ذلك على مقدار يعرفه على سبيل ما وصفنا لوجد ذلك التفاوت والظلم والخروج عن الحكم وصواب التدبير إلى العبث وإلى الظلم والفساد كما يوجد مثل ذلك في فعل خلقه الذين ينحبون في أفعالهم ويفعلون في ذلك مالا يعرفون مقداره، ولم يعن بذلك أنه خلق لذلك تقديرا فعرف به مقدار ما يفعله ثم فعل أفعاله بعد ذلك لان ذلك إنما يوجد في فعل من لا يعلم مقدار ما يفعله إلا بهذا التقدير وهذا التدبير، والله سبحانه لم يزل عالما بكل شئ، وإنما عنى بقوله: " فقدره تقديرا " أي فعل ذلك على مقدار يعرفه - على ما بيناه - وعلى أن يقدر أفعاله لعباده بأن يعرفهم مقدارها ووقت كونها ومكانها الذي يحدث فيه ليعرفوا ذلك، وهذا التقدير من الله عز وجل كتاب وخبر كتبه لملائكته وأخبرهم به ليعرفوه فلما كان كلامه لم يوجد إلا على مقدار يعرفه لئلا يخرج عن حد الصدق إلى الكذب وعن حد الصواب إلى الخطاء وعن حد البيان إلى التلبيس كان ذلك دلالة على أن الله قد قدره على ما هو به وأحكمه وأحدثه، فلهذا صار محكما لا خلل فيه ولا تفاوت ولا فساد.
بيان: يقال: نحبوا تنحيبا أي جدوا في عملهم، ولعله كناية عن عدم رعاية الحكم فيها لان من يجد في عمله لا يقع على ما ينبغي ولا يمكنه رعاية الدقائق فيه.
أقول: إنما اقتصرنا ههنا في شرح الأسماء على ما ذكره الصدوق رحمه الله ولم نزد عليه شيئا، ولم نتعرض لما ذكره أيضا إلا بما يوضح كلامه، لئلا يطول الكلام في هذا المقام، وسنشرحها في كتاب الدعاء إن شاء الله تعالى.
3 - التوحيد: علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري، عن مكي بن أحمد، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن موسى بن عامر، عن الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن موسى بن عقبة،

(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322