بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٠١
الطهارة ونسبحك. ونسبح بحمدك ونقدس لك بمعنى واحد، وحظيرة القدس: موضع القدس من الأدناس التي تكون في الدنيا والأوصاب (1) والأوجاع وأشباه ذلك، وقد قيل: إن القدوس من أسماء الله عز وجل في الكتب.
" القوى " القوي " معناه معروف، وهو القوي بلا معاناة ولا استعانة.
" القريب " القريب معناه المجيب، ويؤيد ذلك قوله عز وجل: " فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " (2) ومعنى ثان أنه عالم بوساوس القلوب. لا حجاب بينه وبينها. ولا مسافة، ويؤيد هذا المعنى قوله عز وجل: " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " (3) فهو قريب من غير مماسة، بائن من خلقه بغير طريق ولا مسافة بل هو على المفارقة لهم في المخالطة، والمخالفة لهم في المشابهة، وكذلك التقرب إلى الله ليس من جهة الطرق والمسائف (4) إنما هو من جهة الطاعة وحسن العبادة فالله تبارك وتعالى قريب دان دنوه من غير تنقل لأنه ليس باقتطاع المسائف يدنو، ولا باجتياز الهواء يعلو كيف وقد كان قبل السفل والعلو، وقبل أن يوصف بالعلو والدنو.
" القيوم " القيوم والقيام هما فيعول وفيعال من قمت بالشئ: إذا وليته بنفسك وتوليت حفظه وإصلاحه، وتقديره قولهم: ما فيها من ديور ولا ديار.
" القابض " القابض اسم مشتق من القبض، وللقبض معان: منها الملك يقال:
فلان في قبضي؟ وهذه الضيعة في قبضي، ومنه قوله عز وجل: " والأرض جميعا قبضته يوم القيمة، (5) وهذا كقول الله عز وجل: " وله الملك يوم ينفخ في الصور " (6) وقوله:
" الامر يومئذ لله " (7) وقوله: " مالك يوم الدين " (8) ومنها إفناء الشئ، ومن ذلك قولهم

(١) جمع الوصب، وهو المرض والوجع الدائم ونحول الجسم، وقد يطلق على التعب والفتور في البدن.
(٢) البقرة ١٨٦.
(٣) ق: ١٦.
(٤) المساوف جمع المسافة.
(٥) الزمر: ٦٧.
(6) الانعام: 73.
(7) الانفطار: 19.
(8) الحمد: 4.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322