بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٨
عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام في هذه الآية " الله نور السماوات والأرض " قال:
بدأ بنور نفسه تعالى " مثل نوره " مثل هداه في قلب المؤمن، قوله: " كمشكاة فيها مصباح " المشكاة: جوف المؤمن، والقنديل: قلبه، والمصباح: النور الذي جعله الله فيه. " يوقد من شجرة مباركة " قال: الشجرة: المؤمن. " زيتونة لا شرقية ولا غربية " قال: على سواء الجبل لا غربية أي لا شرق لها، ولا شرقية أي لا غرب لها، إذا طلعت الشمس طلعت عليها وإذا غربت غربت عليها " يكاد زيتها " يعني يكاد النور الذي جعله الله في قلبه " يضيئ " وإن لم يتكلم " نور على نور " فريضة على فريضة، وسنة على سنة " يهدي الله لنوره من يشاء " يهدي الله لفرائضه وسننه من يشاء " ويضرب الله الأمثال للناس " وهذا مثل ضربه الله للمؤمن.
ثم قال: فالمؤمن من يتقلب (1) في خمسة من النور " مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور. قلت: لجعفر عليه السلام: جعلت فداك يا سيدي إنهم يقولون: مثل نور الرب، قال: سبحان الله، ليس لله بمثل ما قال الله:
فلا تضربوا لله الأمثال؟.
بيان: قوله عليه السلام: الشجرة: المؤمن لعل المراد أن نور الايمان الذي جعله الله في قلب المؤمن يتقد من أعمال صالحة هي ثمرة شجرة مباركة هي المؤمن المهتدى ويحتمل أن يكون المراد بالمؤمن المؤمن الكامل وهو الإمام عليه السلام ولا يبعد أن يكون المؤمن تصحيف الايمان، أو القرآن، أو نحن، أو الامام.
6 - تفسير علي بن إبراهيم: محمد بن همام، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسن الصائغ، (2)

(1) وفي نسخة: فالمؤمن من ينقلب.
(2) ضبط العلامة في القسم الثاني من الخلاصة اسم أبيه مكبرا حيث قال: محمد بن الحسن - بغير ياء بعد السين - ابن سعيد الصائغ - بالغين المعجمة - كوفي نزل في بنى ذهل، أبو جعفر ضعيف جدا، قيل إنه غال لا يلتفت إليه. انتهى. لكن النجاشي عنونه مصغرا، قال: محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ كوفي نزل في بنى ذهل، أبو جعفر ضعيف جدا، قيل: إنه غال، له كتاب التباشير وكتاب نوادر " إلى أن قال ": ومات محمد بن الحسين لاثنتي عشر بقين من رجب سنة تسع وستين ومأتين، وصلى عليه جعفر المحدث المحمدي ودفن في جعفى. انتهى " وتبعه الشيخ في ذلك في كتابيه الرجال والفهرس.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322