بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
وهو بالفتح والضم: الثقب في الاذن وغيرها. والكبد بالتحريك: المشقة والتعب، والقضافة بالقاف والضاد المعجمة ثم الفاء: الدقة والنحافة.
قوله عليه السلام: فبهر العقل أي غلبه فلا يصل العقل إليه، ويمكن أن يقرأ على البناء المجهول (1) وفي " في " فيه العقل، وفات الطلب أي وفات ذلك الشئ عن الطلب فلا يدركه الطلب، أو فات عن العقل الطلب فلا يمكنه طلبه، ويحتمل على هذا أن يكون الطلب بمعنى المطلوب، وعاد أي العقل أو الوهم على التنازع أو ذلك الشئ، فالمراد أنه صار ذا عمق ولطافة ودقة لا يدركه الوهم لبعد عمقه وغاية دقته، وسنام كل تفسير العياشي: أعلاه ومنه تسنمه أي علاه: والذرى بضم الذال المعجمة وكسرها جمع الذروة بهما وهي أيضا أعلى الشئ.
قوله عليه السلام: لا يخفى عليه شئ يحتمل إرجاع الضمير المجرور إلى الموصول أي لا يخفى على من أراد معرفة شئ من أموره، من وجوده وعلمه وقدرته وحكمته، و على تقدير إرجاعه إليه تعالى لعله ذكر استطرادا، أو إنما ذكر لأنه مؤيد لكونه مدبرا لكل شئ، أو لأنه مسبب عن علية كل شئ، أو لان ظهوره لكل شئ وظهور كل شئ له مسببان عن تجرده تعالى. ويحتمل أن يكون وجها آخر لاطلاق الظاهر عليه تعالى لان في المخلوقين لما كان المطلع على شئ حاضرا عنده ظاهرا له جاز أن يعبر عن هذا المعنى بالظهور، والعلاج: العمل والمزاولة بالجوارح.
6 - التوحيد، معاني الأخبار: أبي، عن ابن عيسى، وسلمة بن الخطاب، عن القاسم، (2) عن جده، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سئل عن معنى الله عز وجل فقال: استولى على ما دق وجل. (3).

(1) وفي نسخة: على البناء للمفعول.
(2) هو القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد.
(3) أخرجه الكليني أيضا في الكافي في باب " معاني الأسماء واشتقاقها " عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام. وقد تقدم الحديث في باب " نفى الزمان والمكان " تحت رقم 44 " ج 3 ص 336 " عن المحاسن باسناده عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن أبي الحسن عليه السلام مع زيادة في المتن، وهو هكذا: وسئل عن معنى قول الله: " على العرش استوى " فقال: استولي على ما دق وجل انتهى.
وعن الاحتجاج عن الحسن مثله. فالظاهر بقرينة السند والمتن ورواية الكليني الحديث عن أحمد بن محمد البرقي صاحب المحاسن اتحاده مع ما رواه الصدوق والكليني، وأن رواة الحديث في طريق الصدوق والكليني لم ينقلوا الحديث بتمامه فسقط من الحديث ما ترى ووقع فيه الاخلال بحيث غير معناه إلى معنى آخر
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322