بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
قدرته وسعة خزائنه، ليعلموا أنه لو شاء أن يمنحهم كالجبال من الفضة لفعل، لكن لا صلاح لهم في ذلك، لأنه لو كان فيكون فيها كما ذكرنا سقوط هذا الجوهر عند الناس وقلة انتفاعهم به، واعتبر ذلك بأنه قد يظهر الشئ الطريف مما يحدثه الناس من الأواني و الأمتعة فما دام عزيزا قليلا فهو نفيس جليل آخذ الثمن فإذا فشا وكثر في أيدي الناس سقط عندهم وخست قيمته، ونفاسة الأشياء من عزتها.
بيان: الكلس بالكسر: الصاروج. والجبس بالكسر الجص. وفي أكثر النسخ الجبسين ولم أجده فيما عندنا من كتب اللغة لكن في كتب الطب كما في أكثر النسخ.
والمرتك كمقعد: المرداسنج. والقونيا بالباء الموحدة أو الياء المثناة من تحت، ولم أجدهما في كتب اللغة، لكن في القاموس: القونة: القطعة من الحديد أو الصفر يرقع بها الاناء، وفي بعض النسخ: والتوتيا، وفي كتب اللغة أنه حجر يكتحل به. (1) والقار:
القير. وجبى الخراج جباية: جمعه. والايغال: المبالغة في الدخول والذهاب. وانصلت:
مضى وسبق.
فكر يا مفضل: في هذا النبات وما فيه من ضروب المآرب، فالثمار للغذاء، و الأتبان للعلف، والحطب للوقود، والخشب لكل شئ من أنواع النجارة وغيرها، و اللحاء والورق والأصول والعروق والصموغ لضروب من المنافع. أرأيت لو كنا نجد الثمار التي نغتذي بها مجموعة على وجه الأرض ولم تكن تنبت على هذه الأغصان الحاملة لها كم كان يدخل علينا من الخلل في معاشنا وإن كان الغذاء موجودا فإن المنافع بالخشب والحطب والأتبان وسائر ما عددناه كثيرة، عظيم قدرها، جليل موقعها، هذا مع ما في النبات من التلذذ بحسن منظره ونضارته التي لا يعد لها شئ من مناظر العالم وملاهيه.
بيان: لحاء الشجرة بالكسر: قشرها.
فكر يا مفضل: في هذا الريع الذي جعل في الزرع فصارت الحبة الواحدة تخلف

(1) نقل في كتب الطب عن الشيخ أنه قال: أصل التوتيا دخان يرتفع حيث يخلص النحاس من الحجارة التي تخالطه والانك الذي يخالطه، وربما صعد الاقليميا فكان مصعده توتيا جيدا ورسوبه قليميا.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309