محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ٨
عنه وتكبو، بل تنكسر...
فكيف يمكن أن يصل الانسان إلى مرحلة العشق الحقيقي للحق؟ مع وجود الموانع الكثيرة في زماننا هذا وعدم وجود المربي الروحي، ا إذ الأكثر - إن لم نقل الكل - يريد أن يصل إلى مرحلة من العلم من دون أن يمزجه بالعمل والتقوى، فهل يا ترى علمه هذا ينفعه، ومن النار يخلصه؟ من دون التقوى، من دون أن يسلك مسلك عرفان أهل البيت عليهم السلام، من دون أن يجد حلاوة العشق ولذة المناجاة!
نعم، كيف يمكن أن يصل الانسان إلى مرحلة الانسانية وهو واقع في زمن لا يوجد من يوصله إلى حكم الله الواقعي؟! مع وجود الشبهات الكثيرة التي هي أحد الموانع الرئيسية المانعة من الوصول إلى الحقيقة والحق، إلى السعادة الأبدية، هذا كله مع وجود إبليس الرجيم الذي ينتهز الفرص لكي ينشب مخالبه في كل شئ....
وهنا سؤال آخر يفرض وجوده على أذهان العشاق والمحبين الذين يسألون من هذا وذاك كي يصلوا إلى الكمال والجمال.
وهو: إذن ماذا نعمل؟ وهل توجد طريقة نستطيع بواسطتها أن نصل إلى الكمال أو نحوم حوله؟
نعم يبقى شيئان يستطيع الانسان بواسطتهما أن يبقى له رجاء للوصول إلى مراده وهدفه العالي، وهما:
أولا: الالتجاء والتوسل بمن وجد الوجود لأجلهم، بمن قدمهم الأنبياء والأولياء في دعواتهم وتوسلاتهم، ألا وهم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، هم الذين توسل بهم آدم فتاب الله عليه، هم سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق، هم باب حطة الذي من دخله كان من الآمنين، هم آل يس، هم الذكر، هم الراسخون في العلم، هم آيات الله وبيناته وكتابه، هم أولوا الأمر، هم أنوار الله، هم المؤمنون، هم الأبرار والمتقون والسابقون و المقربون، هم السبيل والصراط، هم الصادقون والصديقون والشهداء والصالحون، هم نعمة الله وفضله ورحمته، هم حبل الله المتين والعروة الوثقى، هم الصافون والمسبحون، هم
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 1
2 مقدمة المؤلف 5
3 ترجمة المؤلف 17
4 اسمه ونسبه 17
5 مشايخه 17
6 أقوال العلماء في حقه 18
7 مولده ووفاته 20
8 آثاره 23
9 حول الكتاب 29
10 اسم الكتاب 29
11 عملنا في الكتاب 30
12 مقدمة المؤلف 35
13 الحث على المحاسبة 36
14 النهي عن تضييع العمر 37
15 النهي عن المعصية 39
16 النهي عن الفرح بالنعيم الزائل 41
17 التصديق بيوم القيامة 44
18 المبادرة إلى صالح الأعمال 47
19 مغالبة الشهوة 47
20 الحث على التفرد 50
21 النهي عن الركون إلى الدنيا 51
22 الاستعداد ليوم القيامة 57
23 النهي عن طول الأمل 58
24 الاعتبار بمصارع الأموات 58
25 النهي عن الركون إلى المال 59
26 الحث على تقوى الله 60
27 بعض مساوئ الدنيا 61
28 موعظة أمير المؤمنين (ع) 65
29 النهي عن حب الرئاسة 68
30 الزهد في الدنيا 69
31 النهي عن طلب الجمع بين الدنيا والآخرة 70
32 الحث على لزوم مكارم الأخلاق 71
33 كيفية تقوى الله 74
34 نتائج مكارم الأخلاق ومساوئها 76
35 النهي عن مصاحبة الأشرار 81
36 نتائج الأعمال الحسنة والسيئة 84
37 النهي عن صحبة الدنيا بحال 90
38 النهي عن الفخر بالحسب 92
39 وصف عبد صالح 93
40 بيان مرض القلوب 96
41 تحذير وعبر لترك الدنيا 101
42 توبيخ النفس لارتكابها الأعمال السيئة 104
43 الاستعداد للآخرة 108
44 النهي عن الرياء 111
45 العمل الصالح يمهد في الجنة لصاحبه 112
46 وصف الجنان 115
47 فضل الفقير على الغني يوم القيامة 117
48 النهي عن جمود العين 119
49 وصف جهنم 120
50 تحذير النفس بالآيات القرآنية 121
51 التفكر في الموت وما بعده 126
52 وصف الجنة 129
53 وصف الأموات بعد الدفن 133
54 الاستيقاظ من الغفلة 134
55 الحث على المحاسبة 135
56 الاعتبار بالجنازة والقبر 138
57 نداء القبر 140
58 الحث على طلاق الدنيا 151
59 ما أوحاه الله إلى الدنيا 152
60 توطين النفس على ألم العبادة 153
61 مجاهدة النفس على أربع اقسام 155
62 النهي عن العجب 160
63 الحث على الذكر والحمد والشكر 162
64 الحث على الاستغفار 162
65 النهي عن الغيبة 164
66 وجوب اقتران العلم بالعمل 165
67 الحذر من اللسان 170
68 الحث على لزوم العزلة 171
69 الحث على الدعاء 185
70 الحث على الاستغاثة والصراخ 186
71 مناجاة أمير المؤمنين (ع) 186
72 المراحل التي تبعد عن الهوى 188
73 مناجاة للمؤلف تختم الكتاب 189