عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ١ - الصفحة مقدمة المحقق ١٤
بهذا الامر، ثارت الفتن بين السلاطين، وسفكت الدماء، وذهبت الأموال.
فكان الشيخ بهاء الملة والدين، يلاحظ مثل هذه الأمور، ويحسن المعاشرة مع أرباب المذاهب، خوفا من إثارة الفتن.
وأما حكاية الغناء فهو طاب ثراه ممن نص على تحريمه، وحكى الاجماع عليه، وناقش من ذهب إلى تحليله من علمائهم، كالغزالي وجماعة من الشافعية حيث ذهبوا ا لي أن الحرام منه ما كان مع آلات اللهو، كالعود والطنبور والزمر ونحو ذلك، وأما الغناء وحده فحلال، وسيأتي انشاء الله تعالى تحقيق الغناء والكلام فيه، والرد على الفاضل الكاشي حيث صار في كتاب الوافي إلى ما حكيناه من الغزالي، نعم، حكي أن الشيخ البهائي طاب ثراه كان يسمع انشاد الشعر بألحان، ما كان يعتقد انها من أنواع الغناء المحرم لان الغناء وإن كان مما أجمع أصحابنا رضوان الله عليهم على تحريمه الا أنهم اختلفوا في تحقيق معناه فبعضهم أرجعه إلى العرف والعادة وبعضهم حمله على قول أهل اللغة، فيكون مسألة من مسائل الاجتهاد لايلام من قال، وذهب إلى قول من الأقوال فيها.
وأما استحسانه لبعض أشعار الصوفية، مثل جملة من أشعار المثنوي ومحي الدين بن العربي ونحوهما، فأما هو تحسين الكلام، والحكمة ضالة المؤمن، وفي الحديث: أن إبليس لما ركب مع نبي الله نوح عليه السلام في السفينة، ألقى إليه جملة من النصايح والمواعظ، فأمر الله نوح عليه السلام، بقبولها والعمل بها، وقال أجريتها على لسانه:
وكان سيدنا الاجل المرتضى علم الهدى طاب ثراه يميل إلى مصاحبة أهل الأديان ويمدح في أشعاره من يستحق المدح لرتبته في العلم، سيما إسحاق الصابي، فإنه كان ملازما لمجلسه، مصاحبا في الحضر والسفر، ولما مات رثاه بقصيدة من قصايد ديوانه، ما أظنه رثى أخيه الرضي (ره) بمثلها. ونقل انه
(مقدمة المحقق ١٤)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 رسالة الردود والنقود على الكتاب والمؤلف مقدمة المؤلف وفيها فصول: 1
2 الفصل الأول: في كيفية اسناد المصنف وروايته لجميع ما ذكره من الأحاديث إلى المشايخ. 5
3 الفصل الثاني: في السبب الداعي إلى جمع هذه الأحاديث. 15
4 الفصل الثالث: فيما رواه بطريق الاسناد المتصل اسناده بطريق العنعنة دون الإجارة والمناولة. 21
5 الفصل الرابع: فيما رواه بطرقه المذكورة محذوفة الاسناد. 30
6 الفصل الخامس: في أحاديث تتعلق بمعالم الدين وجملة من الآداب. 81
7 الفصل السادس: في أحاديث أخرى من هذا الباب رواها بطريق واحد. 95
8 الفصل السابع: في أحاديث تتضمن مثل هذا السياق رواها بطريقها من مظانها 107
9 الفصل الثامن: في أحاديث تشتمل على كثير من الآداب ومعالم الدين روايتها تنتهي إلى النبي (ص). 128
10 الفصل التاسع: في أحاديث تتضمن شيئا من أبواب الفقه ذكرها بعض الأصحاب في بعض كتبه. 195
11 الفصل العاشر: في أحاديث تتضمن شيئا من الآداب الدينية. 246
12 الباب الأول ومنه أربعة مسالك: 299
13 المسلك الأول: في أحاديث ذكرها بعض متقدمي الأصحاب رواها عنه بطريقه إليه. 301
14 المسلك الثاني: في أحاديث تتعلق بمصالح الدين رواها جمال المحققين في بعض كتبه. 349
15 المسلك الثالث: في أحاديث رواها الشيخ محمد بن مكي في بعض مصنفاته تتعلق بأحوال الفقه. 380