مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٤٥
برجوعه إلى كتابه الآخر الذي ألفه، وأورد فيه أحاديث سعد وهو (مختصر كتاب البصائر) (1).
أقول: إن الذي يتبادر إلى نظري عدة أمور:
منها: أنه يبدو من كلمات سماحة سيدنا الأمين وشيخنا الطهراني تغمدهما الله برحمته، أنهما لم يطلعا على عبارة الشيخ حسن في أول كتابه المطبوع باسم (مختصر بصائر الدرجات) (2) فإن هذا الشيخ ذكر صريحا واضحا أنه ينقل من كتاب (مختصر البصائر) تأليف سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، ومؤدى هذه العبارة أوردها صاحب الرياض في مفتتح كلامه السابق فتأمل.
ومنها: إنه ربما كان لسعد كتابان، أحدهما باسم (بصائر الدرجات) الذي أشار إليه النجاشي والطوسي وغيرهما، والآخر باسم (مختصر البصائر) الذي ذكره وأشاد به الشيخ حسن في كتابه المذكور مرتين: مرة في أول صفحة منه، والأخرى في صفحة 30 طبعة النجف الأشرف بتقديم العلامة الأوحد المغفور له الشيخ الأوردآبادي (قدس سره).
ومنها: أنا وجدنا الروايات التي أوردها الشيخ حسن في كتابه عن طريق سعد، وجدناها - على الأعم الأغلب - بنصها وفصها، سندا ومتنا، متطابقة ومتوافقة مع (بصائر الدرجات) للصفار!
وبناء على هذا فلربما ينهض احتمال الميرزا عبد الله أفندي، ويؤيد ظنه

١ - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣: ١٢٤ / ٤١٥.
٢ - اللهم إلا أن يكون مختصر البصائر هو بعينه رسالة الرجعة، وهذا لا يمكن كما ستأتي الإشارة إليه.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»