مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٩٦
فقوبل بما ترى، قلت له: إن لنا حديثا من حفظه حفظ الله عليه دينه ودنياه، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه.
يا معلى: لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا منوا (1) وإن شاؤوا قتلوكم.
يا معلى: إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه، ورزقه العز في الناس.
يا معلى: من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بحبل، إني رأيته يوما حزينا، فقلت: مالك أذكرت أهلك وعيالك؟ فقال: نعم، فمسحت وجهه، فقلت: أنى تراك؟ فقال: أراني في بيتي مع زوجتي وعيالي، فتركته في تلك الحال مليا، ثم مسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، فقلت له: احفظ ما رأيت ولا تذعه، فقال لأهل المدينة: إن الأرض تطوى لي، فأصابه ما قد رأيت " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال: " امر الناس بخصلتين فضيعوهما، فصاروا منهما على غير شئ: الصبر والكتمان " (3).

١ - في نسخة " ض ": هموا، وفي نسخة " س " هبوا. وفي بعض المصادر: امنوا.
٢ - أورده الصفار في بصائر الدرجات: ٤٠٣ / ٢، والطوسي في اختيار معرفة الرجال: ٣٧٨ / ٧٠٩، والمفيد في الاختصاص: ٣٢١، والطبري في دلائل الإمامة: ١٣٦، ونوادر المعجزات:
١٥٠
/ ١٨، وكلها باختلاف.
٣ - أورده البرقي في المحاسن ١: ٣٩٧ / ٢٩١، والكليني في الكافي ٢: ٢٢٢ / 2، عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»