مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢١٠
قبض (عليه السلام) (1) نتردد كالأغنام لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال: يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت: أئمتي آل محمد صلى الله عليه وعليهم، فقال: هلكت وأهلكت، أما سمعت (2) أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية؟ " فقلت: بلى لعمري.
وقد كنا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فرزقني الله جل وعز المعرفة فدخلت عليه، فقلت له: سالم بن أبي حفصة، قال لي: كذا وكذا، فقلت له:
كذا وكذا.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا ويل سالم يا ويل سالم، وما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون، يا أبا عبيدة: إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل مثل عمله، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه، يا أبا عبيدة: إنه لم يمنع الله ما أعطى داود (عليه السلام) أن يعطي سليمان (عليه السلام) أفضل مما أعطى داود (عليه السلام).
ثم قال * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) * (3) فقلت: ما أعطاه الله جعلت فداك؟ فقال: " نعم يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وعليهم حكم بحكم سليمان (عليه السلام) (4) لا يسأل الناس بينة " (5).

١ - في البصائر: حين مضى (عليه السلام).
٢ - في نسخة " ض " زيادة: أما رأيت.
٣ - سورة ص ٣٨: ٣٩.
٤ - في البصائر داود وسليمان.
٥ - بصائر الدرجات: ٥١٠ / 15، وعنه في البحار 26: 176 / 55.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»