يوم لاظل إلا ظلك؟ قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم والتربة (1) أيديهم، الذين يذكرون ذا الجلال إذا ذكروا، وهم الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبن، والذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (2).
() - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) وغيره عن الباقر (عليه السلام) قال: أتى رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: علمني يا رسول الله، فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك خيرا ورشدا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه (3).
() - عن عمرو بن شمر قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة فقال: أيها الناس، ما الرقوب فيكم؟ فقالوا: الرجل يموت ولم يترك ولدا، فقال: بل الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقدم من ولده أحدا يحتسبه عند الله وإن كانوا كثيرا من بعده، ثم قال: ما الصعلوك فيكم؟ فقالوا: الرجل الذي لامال له، قال: بل الصعلوك من لم يقدم من ماله شيئا (4) عند الله وإن كان كثيرا من بعده، ثم قال: ما الصرعة فيكم؟ قالوا: الشديد القوي الذي لا يوضع جنبه، فقال: بل الصرعة حق الصرعة رجل وكز (5) الشيطان في قلبه فاشتد غضبه وظهر دمه، ثم ذكر الله فصرع بحلمه غضبه (6).