مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٥١
خلفنا بأطراف القنا في ظهورهم * عيونا لها وقع السيوف حواجب واعجب من ذي اختلاس نفوسهم * وهن عليهم بالحنين نوادب وجدوا في القتال حتى قتلوا فلما لم يبق معه الا الأقل من أهل بيته خرج علي بن الحسين (ع) وكان من أحسن الناس وجها وله يومئذ أكثر من عشر سنين فاستأذن أباه في القتال فاذن له ونظر إليه وأرخى عبرته ثم قال اللهم اشهد أنه قد برز إليهم غلام يشبه رسول الله خلقا وخلقا ومنطقا فقاتل وهو يقول انا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي والله لا يحكم فينا ابن الدعي فقاتل قتالا شديدا وقتل جمعا كثيرا ثم رجع إلى الحسين (ع) وقال يا ابه العطش قتلني وثقل الحديد قد أجهدني فبكى وقال وا غوثاه قاتل قليلا فما أسرع الملتقى بجدك محمد صلى الله عليه وآله ويسقيك بكأسه الأوفى فرجع إلى موقف نزالهم ومازق مجالهم فرماه منقذ بن مرة العبدي فصرعه واحتواه القوم فقطعوه فوقف (ع) وقال قتل الله قوما قتلوك فما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول واستهلت عيناه بالدموع ثم قال على الدنيا بعدك العفاء وخرجت زينب أخت الحسين تنادى يا حبيباه وجاءت فأكبت عليه فاخذها الحسين فردها إلى الفسطاط وكانت عترة الحسين في طعانهم ونجابتهم والاقدام على الكماة وشجاعتهم كما قال الشاعر ابن حيوس
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست