فضل الكوفة ومساجدها - محمد بن جعفر المشهدي - الصفحة ٤٢
قاسم بن محمد بن سعد بن جشم أبو عبد الله الهلالي، قال: حدثني أبو موسى محمد بن محمد بن موسى بن مالك بن ضمرة صاحب علي عليه السلام قال: كنت أصلي فوق جبل الخندق (1) فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة فإذا هو روضة خضراء، وفيه دوي كدوي النحل فمسحت عيني ثم نظرت إليه فإذا كما رأيته أولا فنزلت من الجبل أمشي حتى اتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر، وسمعت الدوي كدوي النحل.
وبالاسناد قال: وأخبرنا يعقوب، قال: حدثنا ابن فضال، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن مالك بن ضمرة الرؤاسي، قال: قال لي أمير المؤمنين : أتصلي في مسجد السهلة؟ قلت: ذاك مسجد تصلي فيه النساء، فقال: يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط الا فرج الله عنه وأعطاه حاجته، فاني والله ما اتيته الا صليت فيه، فلما كان ذات ليلة أخذني أمر فاغتممت، فذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام فقمت في الليل فتوضأت وانتعلت وخرجت فإذا على بابي مصباح، فمر قدامي، ومررت حتى انتهى إلى المسجد فوقف بين يدي وقمت أصلي فلما ان فرغت، انتعلت، ثم انصرفت، فمر قدامي حتى انتهى إلى الباب، فلما ان دخلت ذهب فما أردت ذلك به ليلة قط بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي.
وبالاسناد قال أخبرنا يعقوب: مررنا على أبي عبد الله عليه السلام

(1) المقصود به خندق (كري سعده) حسب التسمية المتداولة الان، وهو خندق سابور القديم، وهو قريب من مسجد السهلة وتلاله الحالية تشرف على المسجد.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست