مدينة فهو من أهلها حتى يخرج.
وسأله (ع) طاوس اليماني: متى هلك ثلث الناس؟ فقال: يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس قط يا شيخ أردت ان تقول: متى هلك ربيع الناس؟ وذلك يوم قتل قابيل هابيل كانوا أربعة آدم وحوا وهابيل وقابيل فهلك ربعهم. قال: فأيهما كان أبا للناس القاتل أو المقتول؟ قال لا واحد منهما أبوهم شيث.
وسأله عن شئ قليله حلال وكثيره حرام في القرآن؟ قال: نهر طالوت الا من اغترف غرفة بيده. وعن صلاة مفروضة بغير وضوء، وصوم لا يحجز عن أكل وشرب؟ فقال (ع): الصلاة على النبي والصوم قوله تعالى (اني نذرت للرحمن صوما).
وعن شئ يزيد وينقص؟ فقال: القمر. وعن شئ يزيد ولا ينقص؟ فقال: البحر.
وعن شئ ينقص ولا يزيد؟ فقال: العمر. وعن طائر طار مرة ولم يطر قبلها ولا بعدها؟ قال: طور سيناء قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة). وعن قوم شهدوا بالحق وهم كاذبون؟ قال: المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله.
محمد بن المنكدر، رأيت الباقر (ع) وهو متكئ على غلامين أسودين فسلمت عليه فرد علي على بهر وقد تصبب عرقا فقلت أصلحك الله لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال في طلب الدنيا، فخلى الغلامين من يده وتساند وقال: لو جاءني وانا في طاعة من طاعات الله اكف بها نفسي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف الله لو جاءني وانا على معصية من معاصي الله، فقلت رحمك الله أردت ان أعظك فوعظتني.
وكان عبد الله بن نافع بن الأزرق يقول: لو عرفت ان بين قطريها أحدا تبلغني إليه الإبل يخصمني بأن عليا قتل أهل النهروان وهو غير ظالم لرحلتها إليه. قيل له:
ائت ولده محمد الباقر، فأتاه فسأله فقال (ع) بعد كلام: الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته يا معشر أولاد المهاجرين والأنصار من كان عنده منقبة في أمير المؤمنين فليقم فليحدث، فقاموا ونشروا من مناقبه، فلما انتهوا إلى قوله: لأعطين الراية، الخبر، سأله أبو جعفر عن صحته فقال: هو حق لا شك فيه ولكن عليا احدث الكفر بعد، فقال أبو جعفر: اخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ إن قلت لاكفرت. فقال: قد علم. قال: فأحبه على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟ قال على أن يعمل بطاعته فقال أبو جعفر قم مخصوما. فقام وهو يقول (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) الله يعلم حيث يجعل رسالاته.