وروي ان أمير المؤمنين (ع) قال عند دفنها (ع):
السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك، النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك، قل عن صفيتك صبري، ورق فيها تجلدي، إلا أن التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك، وموضع تعز، فلقد وسدتك في ملحود قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد استرجعت الوديعة، واخذت الرهينة، اما حزني فسرمد، واما ليلى فمسهد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وينقلني من الأكدار والتأثيم، وستنبئك ابنتك فاحفها السؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد، ولم يخلق الذكر، والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم، فان أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
وروي انه لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد فتناولها وانصرف.
عبد الرحمن الهمداني، وحميد الطويل انه (ع) أنشأ على شفير قبرها:
ذكرت أباودي فبت كأنني * برد الهموم الماضيات وكيل لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل وان افتقادي فاطم بعد احمد * دليل على أن لا يدوم خليل فأجاب هاتف:
يريد الفتى ان لا يدوم خليله * وليس له إلا الممات سبيل فلا بد من موت ولا بد بلى * وان بقائي بعدكم لقليل إذا انقطعت يوما من العيش مدتي * فان بكاء الباكيات قليل ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي * ويحدث بعدي للخليل بديل قال أبو جعفر الطوسي: الأصوب انها مدفونة في دارها أو في الروضة، يؤيد قوله قول النبي صلى الله عليه وآله: بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وفي البخاري:
بين بيتي ومنبري.
وفي الموطأ، والحلية، والترمذي، ومسند أحمد بن حنبل: ما بين بيتي ومنبري.
وقال صلى الله عليه وآله: منبري على ترعة من ترع الجنة.
وقالوا: حد الروضة ما بين القبر إلى المنبر إلى الأساطين التي تلي صحن المسجد.
أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن (ع) عن قبر فاطمة فقال: دفنت في بيتها، فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد.