الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ٩٩٤
فقال: أخرج إلى اليمامة، ألزمه (1) عامي هذا.
فمكث زمانا يسيرا، ومات باليمامة.
نعوذ بالله من الشقاء في الدنيا والآخرة، ومن سوء القضاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
وجاء لبيد (2) وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله وترك قيل الشعر، تعظيما لأمر القرآن فقيل له: ما فعلت قصيدتاك:
إن تقوى ربنا خير نفل (3) * وباذن الله ريثي والعجل (4) وقولك: عفت الديار محلها فمقامها.. (5)؟
قال: أبدلني الله بهما سورتي البقرة، وآل عمران. (6)

١) الزم الشئ: أدامه. ومرجع الضمير إلى الخمر، إذ الرواية هنا مختصره، ففي سيرة ابن هشام أن الأعشى قال: أما هذه - يعنى الخمرة - فوالله ان في النفس منها لعلالات، ولكني منصرف فأتروى منها عامي هذا، ثم آتيه فأسلم..
٢) هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر العامري ثم الجعفري، كان شاعرا من فحول الشعراء، وفد على رسول الله وأسلم. انظر أسد الغابة: ٤ / ٢٦٠، وغيره.
٣) النفل - بالتحريك -: الغنيمة والهبة. (لسان العرب: ١١ / 670، وذكر البيت).
4) قال الشريف المرتضى في أماليه: 1 / 21: وممن قيل إنه كان على مذاهب أهل الجبر ومن المشهورين أيضا لبيد بن ربيعة العامري، واستدل بقوله:
ان تقوى ربنا..
من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضل.
وإن كان لا طريق إلى نسب الجبر إلى مذهب لبيد الا هذان البيتان، فليس فيهما دلالة على ذلك، أما قوله " وباذن الله ريثى وعجل " فيحتمل أن يريد: بعلمه.. وفيه: ريثى وعجل. وذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد: 2 / 192، وفيه " ريث وعجل ".
5) وهذا صدر معلقته المشهورة، وعجزه: بمنى تأبد غولها فرجامها.
6) عنه البحار: 92 / 131.
(٩٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 989 990 991 992 993 994 995 996 997 998 999 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148