فصل وإن موسى بن عمران - على نبينا وعليه السلام - كان مبتلى بابن عمه " قارون ".
كما أن القائم المهدي عليه السلام كان مبتلى بعمه " جعفر الكذاب " وإن الله تعالى دفع معرته (1) عن المهدي عليه السلام، وجعل كلمته العليا، وأخافه من المهدي عليه السلام.
فإنه لما توفي الحسن العسكري عليه السلام اجتمع أصحابه للصلاة عليه في داره فجاء جعفر الكذاب ليصلي عليه والشيعة حضور إذا هم بفتى جاء وأخذ بذيله وأبعده من عند أبيه، وصلى عليه، وائتم الناس به، وبقي جعفر الكذاب مبهوتا متحيرا لا يتكلم، فلما فرغ من الصلاة على أبيه خرج من بين القوم وغاب، فلا يدرى من أي وجه خرج. (2) وإن قارون أعطى امرأة لها جمال مالا أكثر من مائة ألف درهم على أن تقوم هي على رؤوس بني إسرائيل فتقول: " إن موسى دعاني إلى نفسه " فوقفت (3) عليهم وفيهم موسى وقارون في زينته، فقامت وقالت: يا موسى إن قارون أعطاني مائة ألف درهم على أن أقوم في بني إسرائيل فأقول لهم إنك دعوتني إلى نفسك ومعاذ الله.
فكذلك أناس كانوا يتسلطون على أئمة الهدى من آل محمد عليه وعليهم السلام (4) ويؤذونهم ويلطخونهم بالعيوب والأكاذيب.
فإذا وكل بهم أحد من جهة بني العباس واطلع على أحوالهم، شهد بطهارتهم