عن عثمان بن عيسى، عن بعض من حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
من أحب الخلق إلى الله؟ قال: أطوعهم لله. قال: قلت: فمن أبغض الخلق إلى الله؟
قال: من اتهم الله، قلت: أو أحد يتهم الله؟ قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط ذلك فهو المتهم لله (تمام الخبر).
وروى حماد بن عثمان عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في الاستخارة: أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرة ومرة يحمد الله ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم، ثم يستخير الله خمسين مرة، ثم يحمد الله تعالى ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم ويتم المائة والواحدة أيضا.
وسأله (عليه السلام) محمد بن خالد القسري عن الاستخارة؟ فقال (عليه السلام): استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مائة مرة ومرة، وقال: كيف أقول؟
قال: تقول: " أستخير الله برحمته " ثلاث مرات.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلي ركعتين ويقول في دبرهما: " أستخير الله " مائة مرة، ثم يقول: " اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخري فيسره لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني، كرهت نفسي ذلك أم أحبت، فإنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب " ثم يعزم.
وروي أن رجلا جاء إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك إني ربما ركبت الحاجة ثم أندم عليها، فقال له: أين أنت من الاستخارة؟ فقال الرجل:
جعلت فداك فكيف الاستخارة؟ فقال: إذا صليت صلاة الفجر بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك: " اللهم إنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فصل على محمد وآل محمد وخر لي في جميع ما عزمت به من أموري خيار بركة وعافية " ثم يسجد سجدة يقول فيها مائة مرة: " أستخير الله برحمته أستقدر الله في عافية بقدرته " ثم ائت حاجتك فإنها خير لك على كل حال ولا تتهم ربك فيما تتصرف فيه.
من كتاب تهذيب الأحكام، عن معاوية بن ميسرة، عنه (عليه السلام) أنه قال: ما استخار الله عبد سبعين مرة بهذه الاستخارة إلا رماه الله بالخيرة، يقول: " يا أبصر الناظرين ويا أسمع السامعين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وأهل بيته وخر لي في كذا وكذا ".