ما بين النورين، وصفاء أحدهما على الآخر.
وعن الحسن بن محبوب (1) عن سماعة قال: قال أبو حنيفة لأبي عبد الله (ع): كم بين المشرق والمغرب؟
قال: مسيرة يوم للشمس بل أقل من ذلك، قال: فاستعظمه.
قال: يا عاجز لم تنكر هذا أن الشمس تطلع من المشرق، وتغرب في المغرب في أقل من يوم. تمام الخبر.
عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي (2) قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة، إذ دخل عليه أناس من المعتزلة، فيهم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطا وحفص بن سالم، وأناس من رؤسائهم، وذلك أنه حين قتل الوليد، واختلف أهل الشام بينهم، فتكلموا فأكثروا وخطبوا فأطالوا.
فقال لهم أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: إنكم قد أكثرتم علي فأطلتم، فاسندوا أمركم إلى رجل منكم، فليتكلم بحجتكم وليوجز.
فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد، فأبلغ وأطال، فكان فيما قال أن قال:
قتل أهل الشام خليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض، وتشتت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة، ومعدن للخلافة، وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه، وندعو الناس إليه، فمن بايعه كنا معه وكان منا، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغية ونرده إلى الحق وأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فإنه لا غنا بنا