جعفر (ع) إذ اتاه رجل من أهل الري يقال له جندب فسلم عليه وجلس حياله (ع) يسأله ثم قال له ما فعل أخوك فلان قال بخير جعلني الله فداك وهو يقرئك السلام فقال يا جندب أعظم الله اجرك في أخيك فقال يا سيدي ورد علي كتابه بعد ثلاثة عشر يوما بسلامته قال يا جندب انه مات بعد كتابه إليك بيومين وقد دفع إلى امرأته مالا وقال لها ليكن هذا عندك فإذا قدم أخي فادفعيه إليه وقد أودعته الأرض في البيت الذي كان فيه ميتته فإذا أنت لقيتها فتلطف لها وطمعها في نفسك فإنها ستدفعه إليك قال علي بن أبي حمزة فلقيت جندبا بعد ذلك بسنتين وقد عاد حاجا فسألته عما كان قال له موسى بن جعفر (ع) فقال صدق (ع) ولقد كان كما قال عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا إبراهيم موسى (ع) قد نعي لرجل نفسه فقلت في نفسي وانه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب وقال يا إسحاق قد كان رشيد الهجري من المستضعفين يعلم علم البلايا والمنايا والامام أولى بذلك يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فعمرك قد فنى وأنت تموت إلى سنتين واخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك حتى تفترق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا ويشمت بهم عدوهم فلم يلبث إسحاق بعد ذلك الا سنتين حتى مات فكان من حاله وأهله وأولاده كما ذكره (ع) وأفلسوا
(٨٨)