الغيبة - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٠٢
ومثل ذلك لا يمكن أن يدعي العلم به في ابن الحسن عليه السلام لان الحسن عليه السلام كان كالمحجور عليه، وفي حكم المحبوس، وكان الولد يخاف عليه، لما علم وانتشر من مذهبهم أن الثاني عشر هو القائم بالامر (المؤمل) (1) لإزالة الدول فهو مطلوب لا محالة وخاف أيضا من أهله كجعفر أخيه الذي طمع في الميراث والأموال، فلذلك أخفاه ووقعت الشبهة في ولادته.
ومثل ذلك لا يمكن ادعاء العلم به في موت من علم موته، لان الميت مشاهد معلوم يعرف بشاهد الحال موته، وبالأمارات الدالة عليه يضطر من رآه إلى ذلك فإذا أخبر من لم يشاهده علمه واضطر إليه وجرى الفرق بين الموضعين.
مثل ما يقول الفقهاء في الأحكام الشرعية من أن البينة إنما يمكن أن تقوم على إثبات الحقوق لا على نفيها، لأن النفي لا يقوم عليه بينة إلا إذا كان تحته إثبات فبان الفرق بين الموضعين لذلك.
فإن قيل: العادة تسوى بين الموضعين لان الموت قد يشاهد الرجل يحتضر كما تشاهد القوابل الولادة، وليس كل أحد يشاهد احتضار غيره، كما أنه ليس كل أحد يشاهد ولادة غيره، ولكن أظهر ما يمكن في علم الانسان بموت غيره إذا لم يكن يشاهده أن يكون جاره ويعلم بمرضه ويتردد في عيادته، ثم يعلم بشدة مرضه (ويشتد الخوف من موته) (2) ثم يسمع الواعية من داره [و] (3) لا يكون في الدار مريض غيره، ويجلس أهله للعزاء وآثار الحزن والجزع عليهم ظاهرة، ثم يقسم ميراثه، ثم يتمادى الزمان ولا يشاهد ولا يعلم لأهله غرض في إظهار موته وهو حي.
فهذه سبيل الولادة لأن النساء يشاهدن [الحمل] (4) ويتحدثن بذلك سيما إذا كانت حرمة رجل نبيه (5) يتحدث الناس بأحوال مثله [و] (6) إذا استسر بجارية (في

(1، 2) ليس في البحار.
(3، 4) من نسخ " أ، ف، م " والبحار.
(5) أي شريف. (لسان العرب).
(6) من البحار.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المصنف رحمه الله 1
2 1 - فصل الكلام في الغيبة 3
3 الدليل على وجوب عصمة الإمام 16
4 الدليل على أن الحق لا يخرج عن الأمة 17
5 الدليل على فساد قول الكيسانية 18
6 الدليل على فساد قول الناووسية 21
7 الدليل على فساد قول الواقفة 23
8 نص الإمام الكاظم عليه السلام على إمامة الرضا عليه السلام 32
9 أخبار استدل على أن الإمام موسى الكاظم عليه السلام هو القائم وأنه حي لم يمت والجواب عنها 43
10 السبب الباعث لقوم على القول بالوقف 63
11 الأخبار الواردة في طعن رواة الواقفة 67
12 بعض معجزات الإمام الرضا عليه السلام التي لبعضها رجع بعض الواقفة عن الوقف 71
13 احتمال تشكيك في ولادة الإمام الحجة عليه السلام والجواب عنه 76
14 رد سائر الفرق المخالفة للإمامية في الحجة عليه السلام من المحمدية والفطحية وغيرها 81
15 ذكر أن الغيبة لحكمة اقتضاها ونعلم ذلك إجمالا 85
16 ذكر ما يمكن أن يكون حكمة وسببا للغيبة 90
17 السؤال عن حكمة الحدود حال الغيبة وجوابه 94
18 السؤال عن طريق إصابة الحق حال الغيبة وجوابه 95
19 علة غيبة الإمام عليه السلام من أوليائه 97
20 ذكر أن ستر ولادة صاحب الزمان عليه السلام ليس من خوارق العادات وما لها من النظائر 105
21 إثبات ولادة صاحب الزمان عليه السلام وإبطال ما أورد عليه من الشبه 106
22 استبعاد أن صاحب الزمان عليه السلام منذ ولد لا يعرف أحد مكانه 108
23 الجواب عن الاعتراض بطول عمره بما يزيد عن العمر الطبيعي وكونه خارقا للعادة، وذكر المعمرين 112
24 الدليل على إمامة صاحب الزمان عليه السلام من روايات المخالفين في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 127
25 أخبار الخاصة على إمامة الاثني عشر عليهم السلام 137
26 بيان صحة أخبار أن الأئمة إثناء عشر وأن المراد منهم الأئمة الإمامية 156
27 دليل آخر على أن إمامة صاحب الأمر عليه السلام من جهة أخبار الأئمة السابقة عليه بغيبته، وصفة غيبته، وحوادث زمان غيبته 157
28 الروايات الدالة على خروج المهدي عليه السلام 175
29 الأخبار الدالة على أن المهدي من ولد الحسين عليه السلام 188
30 إبطال قول السبائية في أن أمير المؤمنين عليه السلام حي باق بالأخبار وغيرها 192
31 إبطال قول الكيسانية في أن محمد ابن الحنفية حي وأنه القائم، بالأخبار وغيرها 195
32 إبطال قول الناووسية في أن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حي وأنه المهدي بالأخبار وغيرها 196
33 إبطال قول الواقفة 198
34 إبطال قول المحمدية في أن محمد بن علي العسكري عليه السلام لم يمت وأنه المهدي، بالأخبار وغيرها 198
35 أخبار وفاة محمد في حياة أبيه الإمام علي النقي عليه السلام 200
36 معجزات الإمام الحسن العسكري عليه السلام 203
37 الرد على من قال بأن الإمام الحسن العسكري عليه السلام حي باق 218
38 الرد على من قال إن الإمام الحسن العسكري عليه السلام يحيى بعد موته ويعيش وهو القائم 220
39 الرد على من قال بالفترة بعد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 221
40 الرد على من قال بإمامة جعفر بن علي بعد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 222
41 الرد على من قال: أنه لا ولد للإمام العسكري عليه السلام، بالأخبار وغيرها 222
42 الرد على من قال بأنه مشتبه في أن للعسكري عليه السلام ولدا أم لا، فيتوقف 223
43 رد القول بأن الإمامة انقطعت بعد الإمام الحسن العسكري عليه السلام كما انقطعت النبوة 225
44 الأخبار الدالة على أن الإمامة لا تجتمع في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام وذم جعفر بن علي الكذاب 225
45 رد القول بأن الأئمة ثلاثة عشر وأن للحجة عليه السلام ولدا 228
46 2 - فصل الكلام في ولادة صاحب الزمان عليه السلام وإثباتها بالدليل والأخبار 229
47 3 - فصل أخبار بعض من رأى صاحب الزمان عليه السلام وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد 253
48 4 - فصل بعض معجزات الحجة عجل الله فرجه 281
49 بعض ما ظهر من جهته عليه السلام من التوقيعات 285
50 5 - فصل في ذكر العلة المانعة من ظهور الحجة عجل الله فرجه 329
51 6 - فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء 345
52 ذكر المحمودين من وكلاء الأئمة عليهم السلام 346
53 ذكر المذمومين من وكلاء الأئمة عليهم السلام 351
54 ذكر السفراء الممدوحين في زمان الغيبة 353
55 ذكر أبي عمرو عثمان بن سعيد العمري 353
56 ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري 359
57 ذكر أبي القاسم الحسين بن روح 367
58 صورة بعض توقيعات الحجة عجل الله فرجه 373
59 ذكر أبي الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه 393
60 ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية 397
61 التوقيعات الواردة على أقوام ثقات في زمان السفراء المحمودين 415
62 7 - فصل ذكر عمر الإمام صاحب الزمان عليه السلام 419
63 ذكر ما روي في أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش وتأويله وذكر معارضاته 422
64 ذكر الأخبار الواردة في أنه لا تعيين لوقت خروجه 425
65 ذكر ما ورد من توقيت زمان الظهور ببعض الأوقات ثم تغيير لمصلحة اقتضته وبيان معنى البداء 429
66 علائم ظهور الحجة عجل الله فرجه 433
67 8 - فصل ذكر بعض منازله وصفاته وسيرته عليه السلام 467