كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٥٧
وروى أن في التوراة مكتوبا من يظلم يخرب بيته ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل * (وتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) * النمل وقد قيل إذا ظلمت من دونك عاقبك من فوقك وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان تعالى يمهل الظالم يقول حتى أهملني ثم إذا اخذه اخذه اخذة رابية وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تعالى حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال * (فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * الانعام ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنما يسعى في مضرته ونفعك وليس جزاء من سرك ان تسوءه ومن سل سيف البغي قتل به ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بيته بئس زاد إلى المعاد العدوان على العباد أسد حطوم خير من سلطان ظلوم وسلطان ظلوم خير من فتن تدوم أذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك (قال المتنبي) * واظلم خلق الله من بات حاسدا * لمن بات في نعمائه يتقلب * (فصل) قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما رأيت ظلما أشبه بمظلوم من الحاسد نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم وقال عليه السلام الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه بخيل بما لا يملكه وقال عليه السلام الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقال عليه السلام الحسد آفة الدين وحسب الحاسد ما يلقى وقال عليه السلام لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود يكفيك من الحاسد انه يغتم وقت سرورك وقال عليه السلام الحسد لا يجلب إلا مضرة وغيظا يوهن قلبك ويمرض جسمك وشر ما استشعر قلب المرء الحسد تغنم ونق قلبك من الغل تسلم وقال عليه السلام الحسود سريع الوثبة بطئ العطفة الحسود مغموم واللئيم مذموم وقال عليه السلام لا غنى مع فجور ولا راحة لحسود ولا مودة لملوك وقال لقمان لابنه إياك والحسد فان يتبين فيك ولا يتبين فيمن تحسده وقال آخر ليس في خلال الشر خلة هي اعدل من الحسد لأنه يقتل الحاسد قبل ان يصير إلى المحسود وقال آخر إذا مطر التحاسد نبت التفاسد و قال آخر كل الناس أقدر ان ارضيهم إلا الحاسد فإنه لا يرضيه إلا زوال نعمتي أنشدت للشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي (شعر) * لو كنت احسد ما تجاوز خاطري * حسد النجوم على بقاء السرمد * لا تغبطن على ترادف نعمة * شخصا تبيت له المنون بمرصد * إذ ليس بعد بلوغه آماله * افضى إلى عدم كان لم يوجد * (فصل) * لا تخضعن لمترف متكبر * إن كان ذا مال وأنت عديما * واصبر على مضض الزمان وعيبه * حتى يساعد أو تموت كريما * فلأن يموت المرء غير مذمم * خير له من أن يعيش ذميما * غيره في الياس عز واتباع * مطامع الآمال ذل * وطلاب ما لم يقض صعب * وهو في المقدور سهل * (غيره وهو ضمرة التميمي) * وللموت
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»