كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢
هو الموفق والمعين بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين فإنه خير معين الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين (مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا) اعلم أيدك الله ان من الملحدة فريقا يثبتون الحوادث ومحدثها ويقولون انه لا أول لوجوده ولا ابتداء لها ويزعمون ان الله سبحانه لم يزل يفعل ولا يزال كذلك وان أفعاله لا أول لها ولا آخر فقد خالفونا في قولهم إن الافعال لا أول لها إذ كنا نعتقد ان الله تعالى ابتدأها وانه موجود قبلها ووافقونا بقولهم لا آخر لها لانهم وان ذهبوا في ذلك إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه واستمرار الافعال فيها وانه لا آخر لها فانا نذهب في دوام الافعال إلى وجه آخر وهو تقضى أمر الدنيا وانتقال الحكم إلى الآخرة واستمرار الافعال فيها من نعيم أهل الجنة الذي لا ينقطع عن أهلها وعذاب النار الذي لا ينقضى عن المخلدين فيها فأفعال الله عز وجل من هذا الوجه لا آخر لها و هؤلاء أيدك الله هم الدهرية القائلون بان الدهر سرمدية لا أول له ولا آخر وان كل حركة تحرك بها الفلك فقد تحرك قبلها بحركة قبلها حركة من غير نهاية وسيتحرك بعدها بحركة بعدها حركه لا إلى غاية وان لا يوم إلا وقد كان قبله ليله ولا ليله إلا وقد كان قبلها يوم ولا انسان إلا أن يكون من نطفه ولا نطفه تكونت إلا من انسان ولا طائر إلا من بيضه ولا بيضه إلا من طائر ولا شجره إلا من حبه ولا حبه الا من شجره وان هذه الحوادث لم تزل تتعاقب ولا تزال كذلك ليس للماضي فيها بداية ولا للمستقبل منها نهاية وهي مع ذلك صنعه لصانع لم يتقدمها وحكمه من حكيم لم يوجد قبلها وان الصنعة و
(٢)
مفاتيح البحث: الطهارة (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»