الموضع إذا بخراساني مجتاز ينشد ضالة فصحت به وقلت له صف ما ضاع منك؟ فأعطاني صفة الهميان بعينه وذكر وزن الدنانير وعدتها فقلت: إن أرشدتك إلى من يعطيك إياه تعطيني مائة دينار؟ قال: لا. قلت فخمسين.
قال: لا. فلم أزل أنازل إلى أن بلغت إلى دينار واحد فقال لا إن أراد من هو عنده إيمانا واحتسابا وإلا فهو الضر وولى لينصرف، فورد على أعظم وارد وهممت بالسكوت، ثم خفت الله تعالى وأشفقت أن يفوتني الخرساني فصحت به ارجع. فرجع فأخرجت الهميان فدفعته إليه فمضى فجلست ومالي قوة على المشي إلى بيتي فما غاب عنى حينا حتى عاد فقال لي من أي البلاد أنت؟
ومن أي الناس أنت؟ فاغتظت منه غيظا عظيما فقلت وما عليك هل بقي لك عندي شئ؟ قال: لا. ولكني أسألك بالله العظيم من أي الناس والبلاد أنت تعرفني ولا تضجر فقلت: من أهل الكوفة. فقال: ومن أيهم أنت؟
واختصر. قلت: رجل من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فقال ما حالك ومالك؟ فقلت ما أملك من الدنيا شيئا إلا ما تراه على وقصصت عليه قصتي وما كنت طمعت فيه من صلاحها بما تعطينيه من الهميان، وما انتهيت إليه من الضعف وشدة الجوع. فقال أريد أن تعرفني صحة نسبك وحالك حتى أقوم بأمرك كله. قلت: ما أقدر على المشي لشدة الضعف ولكن اعرض الطواف وصح بالكوفيين وقل رجل من بلدكم علوي بباب إبراهيم يريد الجيئة بينكم من ينشط لحال هو فيها فمن جاء معك فهاته فغاب غير بعيد وجاء ومعه من الكوفيين جماعة اتفق أنهم كلهم يعرفون باطن حالي فقالوا: ما تريد أيها الشريف؟ فقلت هذا رجل يريد أن يعرف حالي ونسبي لشئ بينه وبيني فعرفوه ما تعرفونه من صحة نسبي فوصفوا له طريقتي وعزمي فمضى وجاء وأخرج الهميان بعينه كما كنت سلمته له فقال: يا هذا خذ هذا بأسره بارك الله لك فيه: فقلت: ما يكفيك ما عاملتني به حتى تستهزئ بي، وأنا في حال الموت: فقال: معاذ الله هو والله لك. فقلت فلم بخلت على بدينار منه ثم وهبت الجميع لي. فقال: ليس الهميان لي فما كان لي أن أعطيك منه شيئا قل أم كثر، وإنما أعطانيه رجل من بلدي وسألني أن أطلب