في مخالبه وفمه وأقبلت أتشهد وأقرأ ومع هذا أجد عقلي ثابتا ومتصورا لهيئة الأسد ولم يفدني التغميض شيئا فاستدرت إليه وفتحت عيني في عينه وأقبلت أتشهد خفيا والأسد فاتح فاه، وأنا أتأمل أسنانه ويصل إلى أنفى من فمه روائح منتنة وإني لكذلك إذ لحقني الصبي المملوك على البلغة ومعه رجل ركب دابة ووراءهما قوم مشاة فحين رآني والأسد على تلك الصورة جزع جزعا شديدا وصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين ادركونا فقد أفترس الأسد مولاي فحين سمع الأسد الصياح من ورائه التفت فرأى الصبي فتناوله من على سرجه وغار البغل وصار الصبي في فم الأسد كالفأرة في فم السنور وأنا كالميت إلا أنى أرى كل شئ وأقبل الأسد يحمل على راكب الدابة والمشاة والصبي في فمه فهربوا منه ودخل الأجمة فقلت في نفسي قد فداني الله عز وجل بمملوكي فرميت نفسي من على الحمار وسرت أعدو حتى تلقاني قوم قد جاؤوا من الكوفة ورأوا فزعي فسألوني عن أمرى فأخبرتهم فتقدموا يطلبون الأسد وردت إلى روحي فزدت في الجرى إلى أن خرجت من الأجمة ولحقتني الرفقة الذين كنت معهم وقد أحضروا البغلة التي كانت تحت مملوكي وساقوا فركبت ودخلت الكوفة قال وكان هذا يوم الثلاث غرة المحرم سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فصمت يومى واعتدت أن أصومه أبدا فأنا كل يوم ثلاثاء صائم إلى الآن. وجاءني أبو عمر بن يحيى وهنأني بالسلامة وبقدومي وقد كان خبري شاع وقال في جملة كلامه كيف خفت الأسد؟ أو ما علمت أن لحومنا بنى فاطمة محرمة على السباع؟! فقلت له مثل سيدنا أطال الله بقاه لا يقول مثل هذا وما الذي كان يؤمنني أن يكون هذا الخبر باطلا فأتلف. وكيف كانت نفسي مع طبع البشرية تطيق هذا في مثل ذلك الوقت مع احتمال هذا الحديث قال ولم لا تطيق وكيف يجوز أن يكون هذا الخبر باطلا مع ما روينا من خبر زينب الكذابة مع علي بن موسى الرضا رضي الله عنه. قال: فقلت له بلى قد رويت ذلك ولكن لم يحضرني فكرى من هذا شئ في تلك الحال.
قال مؤلف الكتاب فقلت أنا لأبي القاسم الأعلم: وما خبر زينب الكذابة