فضائله ومناقبه، ونحن نقول: إنه من لم يستقص ذكر حجج خصمه عند ذكر الرد عليه، أو ترك منها شيئا " تعمدا " له، أو عن جهالة به فقد جعل لخصمه السبيل إلى رد قوله والطعن عليه. ونرى هذا القائل قد ذكر أن حديث صلاة أبي بكر لم تأت إلا عن عائشة، وضعفه من أجل ذلك بحجة غيره، وأكثر مدار الحديث على عائشة كما وصف (1)، ولكنه قد جاء من غير ذلك الطريق.
ونحن نذكر الطريق التي جاء منها لئلا يبقى لقائل في ذلك مقال، ونؤيد قول هذا القائل في فساد الإحتجاج بالصلاة بما هو أقوى منه، وكذلك حذف ذكره ما احتجوا به من فضائل أبي بكر ومناقبه بزعمهم، فلم يذكر شيئا " منها.
وقال: فإن قالوا: لعله قد كانت لأبي بكر فضائل لم نقف عليها.
قلنا لهم: كذا، وهم يروون لأبي بكر فضائل كثيرة.
ونحن نذكر ما رووه منها، واحتجوا به لفضله وإثبات إمامته، وما يفسد ذلك من قولهم، وإنما غرضنا في ذلك ذكر فضائل علي صلوات الله عليه، ولأنا قد أثبتنا في هذا الكتاب أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم نقصد فيه تأكيد الإمامة لان ذلك يخرج كما قلنا عن حد هذا الكتاب، وقد بسطناه في كتاب غيره.
فمن زعم كما زعم هذا القائل أن أبا بكر لم يستحق الإمامة بالفضل لأن عليا " عليه السلام أفضل منه فقد كفانا مؤونة الرد عليه في هذا الكتاب.
ومن زعم أن أبا بكر أفضل منه فلا بد لنا من بيان فساد قوله فيه ليثبت له ما أصلناه عليه من فضله عليه السلام على سائر الأمة بعد رسول الله صلى