شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٧٦
* الشرح:
قوله: (إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة) (1) لعل المراد القرآن نزل بلغة واحدة على قراءة واحدة هي لغة قريش وقراءتهم يدل عليه قوله تعالى:
(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) والنبي (صلى الله عليه وآله) كان قريشيا وإنما جاء إختلاف القراءة في اللغاة من قبل الرواة كما تعرفه بعيد ذلك.
* الأصل:
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن الفضيل بن يسار، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال: (كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد).
* الشرح:
قوله: (فقال: كذبوا أعداء الله) التركيب من باب (وأسروا النجوى الذين ظلموا) في أن الظاهر يدل من الضمير أو فاعل والضمير علامة الجمعية.

١ - قوله: (لكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة) هذه الرواية موافقة لمقتضى العقل والعادة في نقل الكتب ورواياتها والأشعار والخطب وغيرها إذا لم نرى كتابا أو قصيدة أو خطبة حفظ الرواة واتفقوا على جميع ألفاظها وحركاتها وتقديمها وتأخيرها وزيادتها ونقصانها مهما اهتموا بضبطها وحفظها من أولها إلى آخرها يعلم ذلك المتتبعون للكتب القديمة بل الغال إختلاف النسخ في سطور وصفحات أقل أو أكثر من أن المصنف لم يعمل كتابه وشعره إلا على وجه واحد ولو ادعى أن حفظ جميع الرواة لجميع الألفاظ محال لم يبعد لكن لما كان العلم بما هو الواقع محالا لم يؤمر أحد بتحصيله واختياره وجاز الاكتفاء بإحدى الروايات والقرآن احفظ ما بقي وأقل ما وقع الخلاف فيه ولعل إختلاف القراءة فيه مما لا يعبأ به لكونه تافها جدا وشرط ما يقرء أن يكون متواترا عن أحد الأئمة الذين اتفقوا على اتقانهم وضبطهم ممن يعلم أنهم لم يقرؤوا إلا بما تواتر لديهم. وهذا غاية ما يمكن فيه التحري ولذا اتفق المسلمون قاطبة على عدم قبول غير المتواتر وإن القرآن لا يثبت بإخبار الآحاد ولا طريق لنا إلى قراءة أمثال ابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما إلا بطريق الآحاد لعدم شهرة قراءتهم بين الأنام وإنما نقل ما نقل عنهم شاذا وأما قراءة السبعة فكانت مشهورة متداولة في مشارق الأرض ومغاربها من عهدهم إلى زماننا بحيث يمتنع تواطؤ الناقلين عنهم على الكذب عمدا أو سهوا كما يمتنع تواطؤ الناقلين مواضع المشاعر وقبور الأئمة وحدود مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) والمسجد الحرام والمسعى وعرفات ومنى وحفظ أيام الأسابيع ولو كنا في زمن الأئمة عليهم السلام وأمكننا تحصيل التواتر على قراءة ابن مسعود مثلا لجاز لنا اختيارها في عرض سائر القراءات لاحتمال وجود القراءة الأولى التي نزل بها جبرئيل فيها وفي غيرها على السواء ولكن لم يبق لنا طريق متواتر إلا إلى السبع ولا يبعد عندي تواتر العشر أيضا وأما ما سواها فلا يجوز لنا قطعا والقراءة المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أو الأئمة (عليهم السلام) منقولة لنا أيضا بطريق الآحاد ولا نثق بصحة النسبة والله العالم. (ش)
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481