شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٤١
السلام وأصحابه ورضائهم بذلك كما مر عن الباقر عليه السلام، وقال المفسرون من العامة: إنها قضية بني إسرائيل وبخت نصر لقتلهم نبيهم فغضب الله عليهم وسلطه على استيصالهم وليس في لفظ الماضي ترجيح لهم لأن متحقق الوقوع في عرف البلغاء يعبر عنه بالماضي (ولئن مستهم نفحة) أدنى شيء (من عذاب ربك) قال القاضي وغيره: وفيه مبالغات ذكر المس وما في النفحة من معنى القلة فإن أصل النفح هبوب رائحة الشيء والتاء الدالة على المرة (ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين) على أنفسنا بمخالفة الرب.
(فإن قلتم أيها الناس إن الله عز وجل إنما عني بهذا) وأمثاله مما دل على عقوبة الظالمين (أهل الشرك) بالله لا أهل الإسلام لأنهم غير معاقبين وهذا القول غلط واضح (فكيف ذلك) أي اختصاص العقوبة بأهل الشرك (وهو يقول (ونضع الموازين القسط)) أي العدل لوزن الأعمال أو صحايفها على اختلاف القولين عند المحققين القائلين بتجسم الأعمال في النشأة الآخرة، وقيل:
الأعمال أعراض لا يعقل وزنها ووضع الميزان كناية عن العدل والإنصاف في الجزاء وقد ذكرنا توضيح ذلك سابقا (ليوم القيامة) أي لجزائه أو لأهله أو فيه (فلا تظلم نفس شيئا) من حقه أو من الظلم (وإن كان) العمل حقا كان أو باطلا (مثقال حبة من خردل أتينا بها) من غير زيادة ونقصان (وكفى بنا حاسبين) إذ لا يقع الغلط في حسابنا ولا يدخل الجهل في علمنا.
(اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين ولا ينشر لهم الدواوين) هي دفاتر أعمالهم وصحائف أفعالهم (وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا) الزمرة الجماعة من الناس والزمر الجماعات (وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام) ليتبين قدر حسنات كل أحد وسيئاته فيثاب من زادت حسناته ويعاقب من زادت سيئاته فلا فائدة في وضعها لأهل الشرك (فاتقوا الله عباد الله) من مخالفة الله ومخالفة أوليائه (واعلموا أن الله عز وجل لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه) هم الأنبياء والأوصياء والتابعون لهم وفيه تنبيه على حقارة الدنيا إذ لو كان لها قدر عنده تعالى لأحبها لخلص عباده وترغيب في رفضها كما رفضوها (ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها) إذ صرف الفكر فيها وبذل التدبير في تحصيلها ليس مطلوبا له تعالى لأنه يمنعهم عن التقرب به.
(وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته) أي ليختبرهم ونسبة الاختبار إليه ليست من باب الحقيقة إذ هو طلب الخبر بالشيء ومعرفته حيث لا يكون معلوما وكان الله تعالى عالما بمضمرات القلوب وخفيات الغيوب فيعرف المطيع من العاصي بل من باب الاستعارة باعتبار أن ثوابه وعقابه للخلق لما كانا موقوفين على تكليفهم بما كلفوا به فإن أطاعوه
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481