شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤١٥
الوسطى هي الجادة عليها ما في الكتاب وآثار النبوة; هلك من ادعى وخاب من افترى إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط وليس لأحد عند الإمام فيهما هوادة فاستقروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك.
* الشرح:
(خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) مشتملة على التخويف بذكر أحوال الجبارين وتنكيلهم وعلى شدة ابتلاء الناس وذم الخلفاء الثلاثة وبيان أقسام الناس وغير ذلك (الحمد لله الذي علا فاستعلى) أي على كل شيء علوا عقليا بالرتبة والشرف والعلية فاستعلى أن يكون شيء فوقه أو أن يدرك كنه ذاته عقول العارفين (ودنى فتعالى) أي قرب من كل شيء قربا معنويا فتعالى عن المشابهة بالمخلوقين أو عن التحيز بحيز بل قربه بالعلم المحيط بكل شيء والتفريع يشعر بأن الدنو المطلق سبب لتعاليه عما ذكره لاستحالة أن يكون المشابه بالخلق والمفتقر إلى مكان قريبا من كل شيء في آن واحد (وارتفع فوق كل منظر) المنظر إما مصدر بمعنى النظر أو ما ينظر إليه يعني أنه ارتفع من جهة ذاته وصفاته وهو فوق النظر الحسي والعقلي أو فوق ما ينظر إليه الحس والعقل لأن مدركهما وهو الصورة المحسوسة والمعقولة من الأمور الممكنة أو فوق كل سبب والسبب منظر مجازا لأن المسبب ينظر إليه والله أعلم.
(أما بعد: أيها الناس فإن البغي يقود أصحابه إلى النار) البغي الظلم والتجاوز عن الحد والخروج عن طاعة الإمام العادل (وإن أول من بغي على الله عز وجل عناق بنت آدم) في معارج النبوة وهي أول من بني الفسق والفجور من النساء، وعوج بن عناق اسم أبيه سيخان واشتهر نسبته إلى أمه ولم ينج من الطوفان إلا عوج لطول قامته (وأول قتيل قتله الله عناق) لفجورها المعروف من الفاسقات أو لبغيها على المؤمنين والمؤمنات وفيه وعيد الباغي بتعجيل عقوبته مع ما عليه في الآخرة (وكان مجلسها جريبا [من الأرض] في جريب) في المغرب الجريب بالفتح ستون ذراعا في ستين (وكان لها عشرون أصبعا) الظاهر أن هذه الأصابع ليديها لا لمجموع يديها ورجليها كما هو المعروف من نوع الإنسان وإن كان محتملا، وفي معارج النبوة: كان طول كل أصبع ثلاثة أذرع وعرضه ذراعين بذراع أزيد من ذراع عامة الخلائق بقبضة والقبضة أربع أصابع (في كل أصبع ظفران مثل المنجلين) أحدهما في الظاهر والآخر في الباطن أو كلاهما في الظاهر أحدهما فوق الآخر والمنجل بالكسر حديدة يحصد بها الزرع وقوله «من الأرض» ليس في بعض النسخ (ونسرا مثل البغل) في القاموس: النسر طاير لأنه ينتسر الشيء ويقتلعه، وقيل، طائر معروف له قوة في الصيد لا مخلب له وإنما له ظفر كظفر الدجاجة (وقد قتل الله الجبابرة) الذين جبروا الخلائق على
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481