شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨٧
التأسف والتألم والتأمل في سر ذلك وسببه حتى صارت نفسه مرتهنة به لا تتخلص إلا بزواله وكل ما حبس به شيء فذلك الشيء رهنة ومرتهنة (لو تركته تعجب) أي لو تركت ما خطر في نفسك تعجب وتسر منه لأن ذلك الخاطر يوجب الحزن الشديد للمؤمن بلا منفعة والاضطراب لغيره وكل ما كان كذلك كان تركه أعجب وأولى، هذا من باب الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.
ثم أشار إلى أن الحق ضعيف وأهله قليل لما في طبع أكثر الخلق من الميل إلى الباطل بقوله (إن رضا الله وطاعته ونصيحته) أي نصيحة الله لخلقه بدعائه إلى ما هو خير لهم في الدنيا والآخرة أو نصيحتهم لأنفسهم بالتزام مرضاة الله تعالى أو نصيحتهم لله وهي راجعة إلى نصيحتهم لأنفسهم وهي الإيمان بالله ونفي الشريك وترك الإلحاد في ذاته وصفاته وتنزيهه عن النقايص والقيام بطاعته والاجتناب عن معصيته والحب له والبغض فيه ومولاة من أطاعه ومعاداة من عصاه والاعتراف بنعمته والشكر عليها أو نصيحتهم لأئمة المسلمين بمعرفة حقوقهم ومعاونتهم على الحق وتأليف قلوب الناس بطاعتهم أو نصيحة عامة الناس بإرشادهم إلى مصالحهم وكف الأذى عنهم وستر عورتهم وسد خلتهم وغير ذلك من حقوقهم أو الأعم من الجميع (لا تقبل ولا توجد ولا تعرف) النشر غير مرتب أو كل لكل (إلا في عباد غرباء) الغريب من فارق أهله أو فارقوه فكل مؤمن لم يجد مؤمنا في منزل الإيمان وفارقه الناس ومالوا إلى الكفر والعصيان فهو غريب في دار الغربة وهي الدنيا وهم عليهم السلام كانوا كذلك لمفارقة الناس عنهم وخروجهم عن مسكن الإسلام وموطن الإيمان (أخلاء من الناس) الاخلاء جمع الخلي كالأشراف جمع الشريف، والمراد بالخلي الفارغ من الناس والمعتزل من اشرارهم (قد اتخذهم الناس سخريا) أي هزوا وهو بالكسر والضم مصدر زيدت الياء للمبالغة ولذلك لم يجمع (لما يرمونهم به من المنكرات) لزعمهم أن ما هم عليه من الخيرات منكرات وحمل المنكرات على الأمور الشاقة الشديدة من الأقوال وغيرها محتمل وكان يقال: (لا يكون المؤمن مؤمنا) كاملا (حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار) وجه ذلك أن المؤمن قليل والجاهل كثير لقلة العلم وغلبة الجهل وبين العلم والجهل والعالم والجاهل تضاد وتعاند فالجاهلون المذمومون بلسان الكتاب والرسول يذمون المؤمن العالم ويبغضونه لترويج جهلهم وإخفاء فضله وشرفه وكل من علمه أكثر وأتم كان بغضهم له أكمل وأعظم (ولولا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - وأعيذك بالله وإيانا من ذلك - لقربت على بعد منزلتك) المراد بالبلاء هنا الفتنة والبلية الواردة من قبل الناس وقوله «فتجعل» تضمين لمضمون الآية الكريمة وهي قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) يعني إذا أوذي بأن عذبه الكفرة على إيمانه جعل عذابهم وأذاهم في الصرف عن الإيمان كعذاب الله في الصرف عن الكفر، ولولا الامتناع الثاني وهو قرب المنزلة
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481