شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣١١
تنابزوا بالألقاب) التنابز التداعي بالألقاب القبيحة وإنما قال أبو بصير ذلك لزعمه أن هذا لقب قبيح لا لشكه في دينه فرفع (عليه السلام) زعمه وبشره بأن هذا لقب حسن لكم ولمن كان على دين الحق ثم بين أن كل الخلق ملقب بهذا اللقب أما أنتم فلرفضكم دين الباطل وأما هؤلاء فلرفضهم دين الحق فهذا اللقب ممدوح لكم ومذموم لهم (افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة) التشعب التفرق والشعبة بالضم الفرقة والطائفة والمراد بكل فرقة وكل شعبة فرقة كثيرة وشعبة كثيرة وذلك لأن الباطل له طرق كثيرة فذهبت إلى كل طريق طائفة لتوافق عقولهم وتناسب آرائهم.
(فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم) أي صرتم معهم شعبة واحدة (وذهبتم حيث ذهبوا) في الأصول والفروع وصرتم من أهل التسليم لهم وصرفتم عقولكم عن الأهواء والآراء كما صرفوا عقولهم إليها ولم يعلموا أنه لا يجوز ذلك بعد النبي (صلى الله عليه وآله) كما لا يجوز معه (يا أبا محمد أن لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه) في ذكر الظهر إيماء إلى تشبيه الذنوب بالأثقال والأحمال المحمولة على الظهر تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح، وفي صدر الكلام إيماء إلى أن طائفة من الملائكة مخصوصون بهذا العمل وفي آخره إلى أن ذنوب المؤمن غير مستحكمة لضعفها بمضادة الإيمان بخلاف ذنوب غيره فإنها مستحكمة لقوتها بمواد من الكفر (وذلك قوله عز وجل (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم... ويستغفرون للذين آمنوا) ذلك إشارة إلى اسقاط الملائكة ذنوب الشيعة، وجه دلالة الآية عليه أن إستغفار الملائكة لهم غير مردود بل هو سبب له وجود السبب دليل على وجود المسبب (استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق) المراد بكاف الخطاب كل من أقر بولاية علي عليه السلام ووصايته، وبهذا الخلق كل من أنكرها فيشمل كل من آمن وبه وأنكره من هذه الأمة ومن الأمم السابقة فإن ولايته عليه السلام مأخوذة على جميع الخلق من الأولين والآخرين كما دلت عليه الروايات فمن آمن به منهم فهو مغفور باستغفار الملائكة ومن أنكره فهو محروم منه.
(فقال من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أي أقامو ظاهرا وباطنا وفي كنز اللغة:
صدق راست گفتن وراست شدن وراست داشتن والمراد به هنا هو المعنى الأخير (فمنهم من قضى نحبه) في القاموس: النحب الموت والأجل والنفس والنذر، وفي النهاية في حديث طلحة ممن قضى نحبه النحب النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به وقيل النحب الموت كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت (ومنهم من ينتظر) أي نحبه (وما بدلوا تبديلا) وأما غير هؤلاء من المؤمنين فقد بدلوا العهد ونقضوه بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فارتدوا وخرجوا عن الإيمان، والظاهر أن الجار والمجرور في المواضع الثلاثة مبتدأ على معنى بعضهم وما بعده خبر دون العكس لعدم الفائدة في الإخبار وإن كان العكس هو المعروف بين النحاة وقد صرح بذلك الشريف
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481