شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٩٨
وقدرته وصدور أفعاله محكمة عنه دلت على أنه حي بالضرورة ولذلك قيل: حياته توجب صحة العلم والقدرة، وقال صاحب العدة: الحي هو الفعال المدرك وهو حي بنفسه لا يجوز عليه الموت والفناء ولا يحتاج إلى حياة بها يحيى، وقال القطب في درة التاج: حياته تعالى ادراك الأشياء وهو لما كان عالما بذاته ومعلوماته كما هي على الوجه الأتم الأبلغ كان حيا وليست حياته أمرا زائدا قائما به بل هي عين ذاته كالعلم وسائر صفاته.
وأما أنه بلا كيف فلأن الكيفيات على أقسامها مخلوقة محدثة والقديم الأزلي الكامل بالذات يمتنع أن يتصف بالمحدثات ولأنه لو اتصف بها لكان الواجب بالذات إما المجموع أو الموصوف بدون الصفة أو العكس والكل محال أما الأول فلأنه يوجب تركيبه وحدوثه وافتقاره إلى الأجزاء وموجدها وإلى المؤلف والتأليف والصورة وهو منزه عن جميع ذلك وأما الأخيران فلأنهما يوجبان النقص والافتقار إلى الحال والمحل والتغير من حال إلى حال وأنه محال (ولم يكن له) أي ولم يكن الكيف ثابتا له، والواو إما للعطف والتفسير أو للحال (كان ولا كان لكانه) أي لكونه ووجوده (كيف) كان أولا تامة أو ناقصة بتقدير الخبر أي كان موجودا في الأزل والواو للحال عن اسمه وثانيا ناقصة، وكيف بالرفع اسمه والظرف المقدم خبره يعني أنه كان أزلا والحال أنه ما كان لوجوده كيف لأن الكيف حادث وإذا كان كذلك فوجب أن لا يتصف به أبدا لأن أبده كأزله وأزله كأبده ولأن الكيف إن كان من صفات كماله لزم نقصه في الأزل لعدم اتصافه به وإن لم يكن منها كان نقصا له فيلزم النقص بالاتصاف به في الأبد والنقص عليه محال.
(ولا كان له أين) أي كان في الأزل ولا كان له أين لأن الأين أيضا حادث فيستحيل كونه فيه لمثل ما مر ويحتمل أن يكون المراد بالفقرتين أنه كان في الأزل وما كان له استعداد الاتصاف بالكيف ولا استعداد الحصول في الأين حتى ينتقل من الاستعداد إلى الفعل بعد إيجاد الكيف والأين (ولا كان في شيء) كالجزء في الكل والصفة في الموصوف والصورة في المادة والعرض في الموضوع والمقدار في الجسم والروح في البدن والمظروف في الظرف والجسم في الهواء وذلك لأن معنى الحلول في الشيء هو الحصول فيه على سبيل التبعية وهو عليه محال لأنه إن افتقر إلى ذلك المحل في وجوده وكماله لزم الاحتياج المنافي للوجوب الذاتي وإن لم يفتقر إليه في كماله كان الحلول فيه نقصا له لأن ما ليس بكمال فهو نقص وهو منزه عنه (ولا كان على شيء) بالاستقرار فيه ولا بعدمه كالملك على السرير والراكب على المركوب والسقف على الجدران والجسم على المكان والهواء على الماء والسماء على الهواء للزوم التشابه بالجسم والجسمانيات والافتقار والنقص والاختصاص ببعض الجهات وأنه محال (ولا ابتدع لكانه مكانا) لتقدس وجوده عن المكان وللزوم النقصان اللازم للإمكان وتوهم كون كل شيء في مكان باطل لأن المكان شيء ولا
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481