شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٤٠
إنما يظهر لحس البصر إذا كان محفوفا بالجلابيب الجسمانية ملازما لوضع خاص وتوسط بين القرب البعد المفرطين وأمثال ذلك وهو يظهر بالحس المشترك عريا من تلك الأمور التي كانت شرط ظهوره لذلك الحس، ألا ترى إلى ما يظهر في اليقظة من صورة العلم فإنه في تلك النشأة أمر عرضي ثم أنه يظهر في النوم بصورة اللبن فالظاهر في الصورتين سنخ واحد تجلى في كل موطن بصورة وتحلى في كل نشأة بحلية وتزيا في كل عالم بزي ويسمى في كل مقام باسم فقد تجسم في مقام ما كان عرضا في مقام آخر.
(وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجواز على الصراط) الحصر إما للمبالغة في توقف الأمور الثلاثة عليهما أو لأن غيرهما من الأعمال الصالحة سبب لرفع الدرجة في الجنة، ثم المراد بهما أن لهما هذه الفضيلة بشروطها ومن شروطها الإقرار بالولاية بل له مدخل في تحقيق حقيقتها عند أهل الحق.
واعلم أن الصراط الموعود به في القرآن والسنة حق يجب الإيمان به وإن اختلف الناس في حقيقته فظاهر الشريعة والذي عليه جمهور المسلمين ومن أثبت المعاد الجسماني يقتضي أنه جسم في غاية الدقة والحدة ممدود على جهنم وهو طريق إلى الجنة يجوزه من أخلص لله ومن عصاه سلك عن جنبيه أحد أبواب جهنم وقيل: هو دين الإسلام والحق أن كلا القولين صادق ويؤيده ما ذكره بعض العلماء من أنه روي عن الحسن العسكري (عليه السلام) «إن الصراط صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة فأما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير واستقام ولم يعدل إلى شيء من الباطل» وصراط الآخرة هو طريق المؤمنين إلى الجنة لا يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنة والناس في ذلك متفاوتون فمن استقام على هذا الصراط وتعود سلوكه مر على صراط الآخرة مستويا ودخل الجنة أما قوله (عليه السلام): «فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير» ما ذهب إليه بعض الحكماء في تفسير الصراط وقالوا: هو الوسط الحقيقي بين الأخلاق المتضادة كالسخاوة بين التبذير والبخل والشجاعة بين التهور والجبن والاقتصاد بين الإسراف والتقصير والتواضع بين التكبر والمهانة والعفة بين الجمود والشهوة والعدالة بين الظلم والانضلام فالأوساط بين هذه الأوصاف المتضادة هي الأخلاق المحمودة ولكل واحد منها طرفا تفريط وإفراط هما مذمومان والصراط المستقيم وهو الوسط (وبالصلاة تنالون الرحمة) المراد بالصلاة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وبالرحمة القرب والكرامة، ورفع الدرجة (أكثروا من الصلاة على نبيكم) ذكر أم لم يذكر ومرجع الإكثار العرف واختلف الأمة في وجوبها فقال بعض العامة وجبت في العمر مرة، وقال بعضهم: في كل مجلس، وقال بعضهم: كلما ذكر، منهم الزمخشري وهو منقول عن ابن بابويه من أصحابنا: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481