شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٠ - الصفحة ١٣٢
مترتبة على الإيمان ولا ينافيه ما روى عنه وعن الرضا (عليهما السلام) «إن الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان» لجواز أن يكون المراد به الإيمان الكامل أو التقدير زين الإيمان ذلك على حذف المضاف، وقد مرت الأخبار الدالة على أن الإيمان هو التصديق، وعلى أنه بالعمل يكمل ويتم ويرتقى إلى الدرجة العليا ومرتبة الكمال (وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهى الله عنه أن الله أمر به (1) ونصبه دينا يتولى عليه) يشمل الاصول والفروع، ومن ذلك أن يتخذ الطاغوت إماما ووليا والله تعالى أمره أن يكفر بالطاغوت.
(ويزعم أنه يعبد الذي أمر به) هو صادق في هذا الزعم، لكن أخطأ في أن الذي أمر به هو الله تعالى وإنما أمر به الشيطان فهو إنما يعبد الشيطان من حيث لا يعلم.
(وأدنى ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى - إلى آخره) عدم معرفة الحجة وإن كان أعم من الإعتقاد بعد كونه حجة، ومن عدم الإعتقاد مطلقا لكن المراد هنا هو الثاني; لأن الأول كفر ومن قدم الطاغوت على الحجة فهو داخل في الأول إذ يصدق عليه أنه أنكر الحجة في الجملة وفي الكلام السابق اشعار به فليتأمل.
(فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)) حذف مفعول الإطاعة للدلالة على التعميم فوجب إطاعة أولى الأمر في جميع الامور كما وجب إطاعة الله وإطاعة الرسول فيها، فلا يجوز أن يراد بأولى الأمر السلطان الجائر إذ لا يجوز اطاعته في أكثر الامور

(1) قوله: «إن شيئا نهى الله عنه أن الله أمر به» في معناه الحديث الأول من باب الشرك وقد مضى فمن قال للحصاة أنها نواة أو بالعكس ودان به فهو الشرك وكتاب سليم وإن كان ضعيفا ولكن يعتمد على ما تأيد مضمونه بغيره ويشكل هذا الخبر بأن الكفر والإيمان لا يختلف فيهما الاحكام بالقصور والتقصير والكافر كافر وإن لم يكن مقصرا وحينئذ فيلزم كفر جميع الناس إلا المعصومين إذ ما من أحد إلا وقد أخطأ في حكم من أحكام الإسلام ورأى من آرائه ودان به من غير تقصير وأي مجتهد أصاب في جميع ما أفتى به عند أصحاب التخطئة؟ والجواب المحتمل في دفع الإشكال شيئان الأول أن يلتزم بأن الكافر من غير تقصير ليس كافرا كشبان اليهود والنصارى وعوامهم حيث لم يخطر ببالهم وجود أديان يجب البحث عنها والتفحص فيها.
وهذا حكمهم في الآخرة وأما الدنيا فهم كفار قطعا. الثاني أن يرد ظاهر هذه الأخبار فإنها تخالف الاجماع والسيرة القطعية ويلزم منه كفر كل صالح وطالح وفقيه وعامي، فإن قيل نحمل على كفرهم في الآخرة لا في الدنيا قلنا أمر الآخرة أوسع وكيف يعذب الله أحدا خالف بعض تكاليفه لا بالتقصير، فإن قيل نحمله على حط الدرجات قلنا استعارة لفظ الكفر لحط الدرجة غير مأنوس ولا مقبول; لأن الصلحاء والشهداء والعلماء الربانيين لا يوصفون بالكفر ولو مجازا وإن كان درجتهم أحط من المعصومين وأيضا صدر الحديث أن أدنى الإيمان من عرف الله وأقر له بالطاعة وهذا يشمل جميع الناس إلا من قل وغاية ما يمكن أن يقال هنا أن المقصود كفر المعاند ومن يخالف حكما من أحكام الله عنادا للدين في مقابل المؤمن الذي يقر بالطاعة. (ش)
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب من طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم 3
2 باب التعيير 6
3 باب الغيبة والبهت 8
4 باب الرواية على المؤمن 13
5 باب الشماتة 14
6 باب السباب 15
7 باب التهمة وسوء الظن 19
8 باب من لم يناصح أخاه المؤمن 22
9 باب خلف الوعد 24
10 باب من حجب أخاه المؤمن 25
11 باب من استعان به اخوه فلم يعنه 27
12 باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره 28
13 باب من أخاف مؤمنا 30
14 باب النميمة 31
15 باب الإذاعة 33
16 باب من أطاع المخلوق في معصية الخالق 36
17 باب في عقوبات المعاصي العاجلة 39
18 باب مجالسة أهل المعاصي 41
19 باب أصناف الناس 51
20 باب الكفر 55
21 باب دعائم الكفر وشعبه 73
22 باب صفة النفاق والمنافق 81
23 باب الشرك 92
24 باب الشك 96
25 باب الضلال 103
26 باب المستضعف 112
27 باب المرجون لأمر الله 118
28 باب أصحاب الأعراف 119
29 باب في صنوف أهل الخلاف 120
30 باب المؤلفة قلوبهم 122
31 باب في ذكر المنافقين والضلال وإبليس في الدعوة 126
32 باب في قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) 127
33 باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أو كافرا أو ضالا 131
34 باب ثبوت الإيمان وهل يجوز أن ينقله الله» * 135
35 باب المعارين 137
36 باب في علامة المعار 140
37 باب سهو القلب 141
38 باب في ظلمة قلب المنافق وإن أعطى اللسان ونور قلب المؤمن وإن قصر به لسانه 145
39 باب في تنقل أحوال القلب 148
40 باب الوسوسة وحديث النفس 154
41 باب الاعتراف بالذنوب والندم عليها 157
42 باب ستر الذنوب 161
43 باب من يهم بالحسنة أو السيئة 162
44 باب التوبة 167
45 باب الاستغفار من الذنب 174
46 باب «فيما أعطى الله عز وجل آدم 7 وقت التوبة» 178
47 باب اللمم 182
48 باب في أن الذنوب ثلاثة 185
49 باب تعجيل عقوبة الذنب 189
50 باب في تفسير الذنوب 193
51 باب نادر 195
52 باب نادر أيضا 197
53 باب إن الله يدفع بالعامل عن غير العامل 199
54 باب إن ترك الخطيئة أيسر من [طلب] التوبة 200
55 باب الإستدراج 201
56 باب محاسبة العمل 203
57 باب من يعيب الناس 217
58 باب أنه لا يؤاخذ المسلم بما عمل في الجاهلية 219
59 باب أن الكفر مع التوبة لا يبطل العمل 221
60 باب المعافين من البلاء 222
61 باب ما رفع عن الأمة 223
62 باب إن الإيمان لا يضر معه سيئته والكفر لا ينفع معه حسنة 226
63 باب فضل الدعاء والحث عليه 228
64 كتاب الدعاء 228
65 باب ان الدعاء سلاح المؤمن 233
66 باب أن الدعاء يرد البلاء والقضاء 236
67 باب أن الدعاء شفاء من كل داء 239
68 باب أن من دعا استجيب له 239
69 باب إلهام الدعاء 240
70 باب التقدم في الدعاء 241
71 باب اليقين في الدعاء 242
72 باب الاقبال في الدعاء 242
73 باب الإلحاح في الدعاء والتلبث 244
74 باب تسمية الحاجة في الدعاء 246
75 باب إخفاء الدعاء 246
76 باب الأوقات والحالات التي ترجى فيها الإجابة 247
77 باب الرغبة والرهبة والتضرع والتبتل والابتهال والاستعاذة والمسألة 250
78 باب البكاء 253
79 باب الثناء قبل الدعاء 257
80 باب الاجتماع في الدعاء 262
81 باب العموم في الدعاء 264
82 باب من أبطأت عليه الإجابة 264
83 باب الصلاة على النبي محمد وأهل بيته عليهم السلام 267
84 باب ما يجب من ذكر الله عز وجل في كل مجلس 276
85 باب ذكر الله عز وجل كثيرا 281
86 باب ان الصاعقة لا تصيب ذاكرا 284
87 باب الاشتغال بذكر الله عز وجل 285
88 باب ذكر الله عز وجل في السر 285
89 باب ذكر الله عز وجل في الغافلين 288
90 باب التحميد والتمجيد 289
91 باب الاستغفار 293
92 باب التسبيح والتهليل والتكبير 295
93 باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب 298
94 باب من تستجاب دعوته 301
95 باب من لا تستجاب دعوته 304
96 باب الدعاء على العدو 306
97 باب المباهلة 309
98 باب ما يمجد به الرب تبارك وتعالى نفسه 312
99 باب من قال لا إله إلا الله 316
100 باب من قال لا إله إلا الله والله أكبر 318
101 باب من قال لا إله إلا الله وحده وحده وحده 318
102 باب من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له - عشرا - 319
103 باب من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 321
104 باب من قال عشر مرات في كل يوم: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا 321
105 باب من قال يا الله يا الله - عشر مرات - 323
106 باب من قال لا إله إلا الله حقا حقا 324
107 باب من قال يا رب يا رب 325
108 باب من قال لا إله إلا الله مخلصا 325
109 باب من قال ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله 327
110 باب من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه 329
111 باب القول عند الإصباح والإمساء 330
112 باب «الدعاء عند النوم والانتباه» 354
113 باب الدعاء إذا خرج الإنسان من منزله 363
114 باب الدعاء قبل الصلاة 369
115 باب الدعاء في أدبار الصلوات 372
116 باب الدعاء للرزق 386
117 باب الدعاء للدين 397
118 باب الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف 400
119 باب الدعاء 417
120 الدعاء للعلل والأمراض 417
121 باب الحرز والعوذة 425
122 باب الدعاء عند قراءة القرآن 434
123 باب الدعاء في حفظ القرآن 443
124 باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة 450
125 فهرس الآيات 515