شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٠١
القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».
2 - عنه، عن أحمد، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من طلب الرئاسة هلك.
* الشرح:
قوله (من طلب الرئاسة هلك) طلب الرئاسة - قصد أو لا - تفوقه على الخلق واستيلاؤه عليهم بحكم النفس الأمارة وقضاء القوة الشهوية والغضبية، وعلم أن ذلك لا يتيسر له إلا بالرئاسة المقتضية لتوجه الخلق إليه واحتياجهم لديه فلذلك طلبها مع علمه بأن فيها هلاكه لكونها حقا للعالم الرباني ضرورة أن التصرف والتدبير في أمر الخلق، وإقامة المعدلة بينهم قبل تحقق العلم والمعرفة والوقوف على مراتب حالاتهم وقدر حقوقهم وحقوق الله تعالى من الأوامر والنواهي وغيرها محال.
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك.
* الشرح:
قوله (عن عبد الله بن مسكان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون) فيه تحذير عن متابعتهم، والرجوع إليهم كما في «إياك والأسد» والإتيان بصيغة التفاعل ليدل على أنهم أظهروا أن أصل الفعل وهو الرئاسة حاصل لهم وهو منتف عنهم كما في تجاهل وتغافل، ورواية عبد الله بن مسكان هذا الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) دل على أن ما ذكره بعض أصحاب الرجال من أن عبد الله بن مسكان لم يرو عن أبي عبد الله (عليه السلام) وما ذكره بعضهم من أنه لم يرو عنه إلا حديثا واحدا وهو حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحج خطأ.
ثم علل التحذير بقوله (فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك) نظيره ما رواه المصنف في كتاب الروضة بإسناده عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: «يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم» الخفق صوت النعل أما هلاكه فلأنه يورث الفخر والعجب والتكبر وغيرها من المهلكات، وأما إهلاكه فلأن الرئيس المقدم والأمير المعظم إذا ضل عن العدل وعدل عن طريق الحق يتبعه كافة العوام خوفا من بطشه وطمعا في جاهه وماله فضلوا بمتابعته وأضلهم عن سبيل الرشد بسيرته القبيحة، هذا إذا كان الرئيس جاهلا ظاهر، وكذا إذا كان عالما غير عادل فإنه كثيرا ما تعتريه شبهة وتعرضه زلة فيضل بها عوام
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430