شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٨٥
لقطع رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) بل هو أولى بالقصد عند الإطلاق كما مر.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسن بن عطية، عن يزيد الصائغ قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل على هذا الأمر إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر.
* الشرح:
قوله (هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر) هي أدنى منازل الكفر بحيث لو تجاوزه بأن أحل ذلك دخل في الكفر. ولعل المراد بالكفر هنا إنكار الرب، أو الأعم منه ومن إنكار الحق مطلقا بدليل قوله (وليس بكافر) لأنه ليس بكافر بالمعنى المذكور، وإلا فهو كافر بمعنى كونه تاركا للحق وسيجئ في باب وجوه الكفر اطلاق الكافر عليه.
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب.
* الشرح:
قوله (من علامة الشقاء جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب) الشقاء «بد بخت شدن» شقى يشقى شقاء: ضد سعد فهو شقي، والشقوة بالكسر، والشقاوة بالفتح اسم، ومنه أشقاه الله «بالألف»، وجمود العين كناية عن بخلها بالدموع من جمد الماء جمدا وجمودا من باب نصر: خلاف ذاب، وهو من توابع قسوة القلب وهي غلظته وشدته، والسعادة والشقاوة وقرب الحق والبعد منه واستحقاق الجنة والنار وإن كانت امورا معنوية لا يعلمها إلا الله عز وجل لكن لها علامات تدل عليه فمن علامة الشقاوة هذه الخصال المذكورة كما أن أضدادها وهي البكاء للخوف من الله والتأمل في أمر الآخرة ورقة القلب والزهد في الدنيا وعدم الإصرار على الذنب بالتوبة والاستغفار من علامة السعادة، وفيه تحريض على ترك تلك الخصال والأمراض المهلكة، وطلب أضدادها بالمعالجات النافعة مثلا يتأمل في سبب الإصرار على الذنب بأنه إما لعدم الإيقان باليوم الآخر، أو للغفلة عنه بسبب غلبة الشهوة واستيلاء شوق اللذات الحاضرة على النفس بحيث يتعسر عليها الانصراف عنها، أو لكون أمور الآخرة غائبة ولذات الدنيا حاضرة، والنفس إلى اللذات الحاضرة أميل منها إلى اللذات الغائبة كما قيل «كلما بعد عن العين بعد عن القلب» أو لكونه قاصدا للتوبة ولكن يؤخرها إلى غد وبعد غد، أو لاعتماده على عفو الله ثم يشتغل بالمعالجة أما علاج الأول فبأن يعلم أن الأنبياء والرسل قد أخبروا باليوم الآخر وهم أولى
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430